نبذة عن اللعبة
Lost Records: Bloom & Rage – Tested on PS5
القصة
تأخذنا Lost Records: Bloom & Rage في رحلة إلى صيف عام 1995، حيث نتابع قصة أربع فتيات مراهقات سوان، نورا، أوتمن و كات يعيشن فترة مليئة بالمغامرات والحماس، يؤسسن خلالها فرقة موسيقية، ويقضين لحظات لا تُنسى معًا. لكن وسط هذه الأوقات الجميلة، يقع حدث غامض وصادم يغيّر مجرى حياتهن تمامًا، مما يدفعهن إلى التعاهد على إبقاء سره طي الكتمان، وهو القرار الذي يؤدي لاحقًا إلى افتراقهن لسنوات طويلة.
بعد مرور 27 عاما، وفي عام 2022 تحديدا، يجتمعن مجددا بعدما عاد الماضي ليطاردهن، مجبرًا إياهن على مواجهة الحقيقة التي حاولن نسيانها. وبينما تنكشف الأسرار القديمة، تجد كل واحدة منهن نفسها في صراع مع الذكريات والجروح التي لم تلتئم، مما يضعهن أمام قرارات قد تغيّر حياتهن مرة أخرى.
اللعبة تعتمد على أسلوب سردي قريب جدا من Life is Strange، حيث تدور حول استكشاف الذكريات واتخاذ قرارات تؤثر على مجريات القصة. القصة في حد ذاتها جيدة، لكنها ليست استثنائية. شخصياتها الرئيسية تحصل على بعض التطور، لكن ليس بالشكل المتوازن أو العميق الذي يجعلنا نتعلق بهن جميعا، باستثناء كات، التي كانت قصتها أكثر ترابطا ومنطقية، رغم قلة التفاصيل عنها.
بشكل عام، تسير القصة بوتيرة بطيئة قد تجعلها مملة في بعض الأحيان، باستثناء المشاهد التي يظهر فيها كوري، حيث يضيف جرعة من التوتر في كل مرة يكون على الشاشة. أما المواضيع التي تحاول اللعبة معالجتها، مثل التنمر، الثقة بالنفس و الانتماء ، فهي سطحية ولا يتم التطرق إليها بالشكل الذي يمنحها تأثيرا حقيقيا على الأحداث.
أسلوب اللعب
أسلوب اللعب سردي يتمحور حول استكشاف الذكريات واتخاذ القرارات. لا توجد ألغاز معقدة أو تحديات تتطلب من اللاعب التفكير العميق، بل تركز التجربة على التفاعل مع البيئة، محادثات الشخصيات، والاختيارات التي تؤثر بشكل مباشر على تطور القصة.
تمنح اللعبة اللاعب حرية استكشاف أماكن معينة والتفاعل مع عناصر البيئة، لكنها لا تقدم الكثير من الأنشطة التي تجعل هذا الاستكشاف ممتعا. يُقضى معظم الوقت في مشاهدة الحوارات والتنقل بين المشاهد، دون وجود تحديات حقيقية أو لحظات لعب ديناميكية تكسر هذا النمط.
أما فيما يخص القرارات، فهي لا تبدو مؤثرة على مستوى المشاهد الفردية، ولا تحمل وزنا كافيا على مستوى الحبكة العامة. لا توجد لحظات تمنح إحساسا بأن اختيارات اللاعب تصنع فرقا، إذ تظل معظم الأحداث الرئيسية ثابتة بغض النظر عن القرارات المتخذة.
بشكل عام، أسلوب اللعب بسيط جدا وقد يكون مخيبا لمن يبحث عن تجربة أكثر تفاعلية أو ميكانيكيات لعب عميقة. إذا كنت من محبي الألعاب السردية التي تركز على القصة والمشاعر أكثر من التحديات أو الحرية الكبيرة في اللعب، فقد تجد ما يعجبك هنا، لكن لا تتوقع تجربة تقدم الكثير من التنوع أو التجديد مقارنة بألعاب أخرى من نفس النوع.
الأداء التقني
من الناحية التقنية، تقدم Lost Records: Bloom & Rage تجربة مستقرة إلى حد كبير، لكنها لا تخلو من بعض العيوب التي قد تؤثر على الانغماس الكامل في اللعبة. يبدو الأداء العام مستقرا في معظم الأحيان، لكن قد يواجه اللاعب بعض المشكلات في بعض المشاهد أو أثناء التنقل بين البيئات المختلفة.
فيما يتعلق بالرسومات، تقدم اللعبة مظهرا جميلا، لكنه يعاني أحيانا من نقص في التفاصيل. قد تظهر بعض التغيرات في الإضاءة أو الظلال بشكل غير متناسق في مشاهد معينة، مما يؤثر على التجربة البصرية. بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض اللاعبين من تأخير بسيط في تحميل المشاهد أو التفاعل مع بعض العناصر البيئية، رغم أن هذه المشكلات لا تحدث بشكل متكرر.
أما فيما يخص الأداء الصوتي، فهو يعمل بشكل جيد في الغالب، لكن قد يواجه بعض اللاعبين تأخيرًا بسيطًا في تزامن الصوت مع حركات الشخصيات خلال بعض الحوارات أو المشاهد التفاعلية، مما قد يؤدي إلى تشتيت الانتباه.
على صعيد التحكم، توفر اللعبة تجربة سلسة، حيث يتم التنقل عبر القوائم والتفاعل مع البيئة بسهولة. ومع ذلك، قد يبدو التحكم غير دقيق في بعض المواقف، خاصة في المشاهد التي تتطلب استجابة سريعة.
بشكل عام، رغم أن Lost Records: Bloom & Rage تُظهر أداء تقنيا جيدا، إلا أن هناك بعض الجوانب التي يمكن تحسينها. هذه العيوب لا تعيق التجربة بشكل كبير.
التوجه الفني
تعتمد اللعبة على أسلوب فني يعكس أجواء التسعينيات، حيث تميز المشاهد بتفاصيل بصرية تجسد تلك الحقبة، من الملابس والتصميمات الداخلية إلى الألوان الدافئة التي تضفي إحساسا بالنوستالجيا.
يحمل تصميم الشخصيات طابعا واقعيا إلى حد ما، لكنه يتبع أسلوبا فنيا أقرب إلى الألعاب السردية الحديثة، حيث تركز التفاصيل على التعابير الوجهية وحركات الجسد لتعزيز الجانب العاطفي في السرد. ومع ذلك، تفتقر بعض نماذج الشخصيات إلى التنوع في تعابيرها، ما يجعل بعض المشاهد تبدو جامدة أو تفتقر إلى الحيوية المطلوبة لإيصال المشاعر بعمق.
بشكل عام، يتناسق الجانب الفني مع طبيعة اللعبة وقصتها، لكنه لا يقدم شيئا مبتكرا أو استثنائيا. الأجواء المرئية تخدم السرد بشكل جيد، لكنها لا تترك انطباعا قويا قد يميزها عن غيرها من الألعاب ذات الأسلوب المشابه.
التصميم الصوتي والموسيقى
يُعد التصميم الصوتي والموسيقى من أبرز عناصر Lost Records: Bloom & Rage، حيث يعكسان الأجواء العامة للعبة ويعززان التجربة العاطفية للمحتوى السردي. يتميز الصوت بتنوعه، بدءا من الحوارات بين الشخصيات وصولا إلى التأثيرات الصوتية التي تُستخدم لإغراق اللاعب في عالم اللعبة.
تلعب الموسيقى دورا محوريا في تعزيز الأجواء الحنينية لفترة التسعينيات، ما يعكس بشكل جيد الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث القصة. تتناغم الموسيقى مع التغيرات العاطفية في القصة، فترتفع وتيرتها في اللحظات المشوقة، بينما تعزز المشاعر الهادئة أو الحزينة.
ومع ذلك، رغم قوة الموسيقى في بعض اللحظات، قد يشعر البعض بأنها تتكرر بشكل مفرط أحيانا، مما قد يؤدي إلى إحساس بالنمطية في الأغاني المصاحبة لبعض المشاهد. أما التأثيرات الصوتية، مثل أصوات البيئة والحوارات، فتضيف طبقة من الواقعية، لكنها تبقى خفيفة في معظم الأحيان ولا تساهم بشكل كبير في إثراء التجربة الصوتية.
تتضمن اللعبة على بعض المشاهد والتفاصيل التي قد لا تناسب جميع الفئات العمرية، مثل رسوم جدارية ذات إيحاءات جنسية وحوارات تتضمن عبارات صريحة أحيانا قد تكون غير ملائمة لبعض المشاهدين.
المزايا
النقائص
الخلاصة
التقييم - 6.5
6.5
نجحت Lost Records: Bloom & Rage في تناول قضايا اجتماعية كالتنمر و الصداقة بشكل جيد إلا أنها تفتقد لعنصر التميز في السرد وعمق الخيارات، ما يجعل منها تجربة عادية أو أقل من التطلعات.
