مراجعة Tormented Souls 2

نبذة عن اللعبة
Tormented Souls 2 – Tested on PS5
القصة
بعد أحداث الجزء الأول تغادر البطلة Caroline Walker مع شقيقتها Anna Walker إلى بلدة نائية تُدعى Villa Hess بحثًا عن علاج لمرض غامض أصاب آنا. هذا المرض يظهر على شكل كوابيس مرعبة ورؤى عنيفة تدفعها إلى رسم لوحات مخيفة… لكن سرعان ما تتحول هذه الرسومات إلى واقع مرعب.
وعند وصولهما إلى البلدة وأخذ قسط من الراحة، تتعرض آنا للاختطاف، فتبدأ كارولين رحلة بحث جديدة، لتكتشف أن الحقيقة أكثر ظلمة مما بدت عليه في البداية. تجد نفسها في كابوس جديد مليء بالأعداء المشوَّهين والطقوس الغامضة، وعليها الاعتماد على كل ما لديها من مهارات وموارد لإنقاذ شقيقتها.
القصة مشوّقة منذ اللحظات الأولى وحتى النهاية. ورغم تركيزها الأساسي على علاقة الأختين ورحلة Caroline لإنقاذ Anna، إلا أنك ومع تقدمك ستكتشف طبقات أعمق وأكبر مما يبدو، حيث تتداخل عناصر الرعب النفسي مع الطقوس الغامضة وأجواء الرعب الكلاسيكي. كما تتضمن القصة التنقّل بين الواقع الحقيقي وعالم بديل عبر عناصر معيّنة تجدها كارولين خلال رحلتها.

أسلوب اللعب
أولًا / التقديم العام
تقدّم Tormented Souls 2 أسلوب لعب قائمًا على رعب البقاء الكلاسيكي، مع استخدام زوايا كاميرا ثابتة تتغير بحسب البيئة ومسارات التقدّم. وتتنوّع المناطق بين مساحات واسعة وممرات ضيقة تشجع اللاعب على الاستكشاف بحذر. ويحافظ الجزء الثاني على جوهر أسلوب اللعب في الجزء الأول مع تقديم تحسينات واضحة في الحركة، والقتال، وتصميم البيئات.

ثانيًا / الاستكشاف
تعتمد اللعبة بشكل كبير على عنصر الاستكشاف، حيث تضعك في موقع البطلة داخل مناطق جديدة لا تعرف مساراتها، مما يدفعك للبحث عن طريقك الخاص واكتشاف الأدوات والممرات والعناصر التي تساعدك على فهم الحقيقة والتقدم في القصة.
وتقدّم اللعبة بيئات مترابطة، إذ توجد طرق لا يمكنك عبورها إلا بعد استكشاف مناطق أخرى والعثور على عناصر تمكّنك من فتحها، مما يفرض عليك العودة إلى أماكن سابقة (Backtracking).
هذا الترابط يجعل اللاعب دائمًا في حالة تساؤل وحيرة: “هل هذا هو الطريق الصحيح؟ أم يجب أن أعود لأستكشف اتجاهًا آخر؟”

ثالثًا / الألغاز
تعتمد الألغاز في اللعبة بشكل كبير على التفكير والملاحظة (وصدقًا… فنجان قهوة بجانبك قد يساعد كثيرًا على التركيز!). ستحتاج إلى قراءة الملاحظات والجرائد والربط بينها وبين ما تراه داخل البيئة، بالإضافة إلى تحليل الرموز والأرقام والكلمات والرسومات. وأحيانًا قد يكون حل اللغز بسيطًا للغاية، بينما تظل أنت غارقًا في التفكير العميق، وعندما تكتشف الحل… ستضحك على نفسك دون شك.
ولا يقتصر الأمر على الألغاز التفكيرية فقط، فهناك أيضًا ألغاز ميكانيكية تتطلب تفاعلًا مباشرًا مع آليات وأدوات داخل العالم، أو وضع عناصر معيّنة في أماكنها الصحيحة لحل آلية محددة.
تتنوع صعوبة الألغاز بشكل واضح؛ فبعضها بسيط يُحل بسرعة، بينما يبقى البعض الآخر معك لفترة طويلة ويحتاج إلى مزيج من التحليل والاستنتاج والملاحظة الدقيقة. حدسك وطريقة تفكيرك يلعبان دورًا كبيرًا في كيفية التعامل معها — وصدقني، عندما تنجح في حل لغز صعب، ستشعر فعلًا بلذة الإنجاز والذكاء.
ويقدّم هذا الجزء تنوعًا أكبر في تصميم الألغاز مقارنة بالجزء السابق، مع تحسين جودتها وإدخالها في أجواء اللعبة بشكل يخدم التوتر والإحساس بالرعب الكلاسيكي.

رابعًا / القتال
أسلوب القتال في اللعبة بسيط وغير معقد، كما أن اللعبة لا تقدّم شرحًا تفصيليًا لكيفية القتال، بل تتركك تكتشف ذلك بنفسك. ورغم التحسينات الواضحة في الحركة مقارنة بالجزء الأول، إلا أنك ستشعر أثناء القتال بأن الحركة ما تزال ثقيلة وبطيئة إلى حدٍّ ما. كما أن ضيق الممرات في أغلب المناطق يجعل مراوغة الأعداء صعبة جدًا، خصوصًا مع عدم وجود زر للمراوغة أو التفادي. الطريقة الوحيدة للابتعاد هي التراجع للخلف أثناء تصويب السلاح نحو العدو.
وتلعب ندرة الموارد دورًا كبيرًا في القتال، إذ عليك تجنب إضاعة الذخيرة واستغلال كل سلاح تمتلكه بأفضل شكل ممكن، لأن التبذير سيكلفك كثيرًا لاحقًا.
وتتميز اللعبة بتنوع كبير جدًا في الأسلحة، سواء كانت بعيدة المدى أو قريبة المدى أو أدوات خاصة، مثل:
- أسلحة نارية (مثل مسدس قاذف المسامير)
- مطرقة ضخمة وأخرى صغيرة
- قاذف الأسيد
- المنشار
- الشوتغن
- نازع المسامير أو العتلة…
كما يمكن استخدام بعض هذه الأسلحة لحل الألغاز، وليس للقتال فقط.
أما بالنسبة للذكاء الاصطناعي للأعداء، فهو جيد بشكل عام، وسيستمرون في ملاحقتك طالما بقيت داخل نطاق المنطقة التي يتواجدون فيها.

خامسًا / إدارة الموارد
تعتمد إدارة الموارد في اللعبة على الاستكشاف الجيد والدقيق لمناطقها المختلفة، فالعثور على الذخيرة وحقائب العلاج والأدوات الأساسية يتطلب منك تفقد كل زاوية. وتقدّم اللعبة توزيعًا متوازنًا للموارد لا يفسد التجربة، بل يبقيك دائمًا في حالة توتر وحذر، ويدفعك للاحتفاظ بما لديك للحظات الحرجة.
وتوفّر لك اللعبة أكثر من طريقة للحفاظ على مواردك، من خلال تنويع أساليب القتال وتقديم عدة استراتيجيات مختلفة للتعامل مع المواقف. لكن رغم ذلك… فإن الخوف من استهلاك مواردك قد يكلّفك الكثير أحيانًا، سواء بضياع فرص سهلة أو بوقوعك في مواجهات أصعب لاحقًا.

سادسًا / نظام الحفظ
في بداية اللعبة، يُمنحك خياران لتحديد أسلوب اللعب: الوضع العادي والوضع المساعد. ويختلف نظام الحفظ حسب الوضع الذي تختاره:
في الوضع العادي، يتطلب حفظ التقدّم أن يتم يدويًا باستخدام عنصر مخصّص لذلك.
في الوضع المساعد، يُضاف إلى الحفظ اليدوي نظام حفظ تلقائي عند مرورك بكل باب، مما يقلل من حدة الضغط أثناء اللعب.
ويتم الحفظ اليدوي عبر استخدام عنصر شريط مسجل (Tape)، مما يضفي شعورًا أكبر بالتوتر والضغط، حيث يجب أن تعرف متى تحفظ تقدمك بحكمة. فإذا استهلكت جميع الأشرطة المتوفرة لديك، لن تتمكن من الحفظ مجددًا إلا بعد العثور على شريط جديد.

سابعًا / التقدم
التقدّم في اللعبة مشوّق ويثير الفضول، وليس مملًا أبدًا. مع كل خطوة واستكشاف، ستجد أدوات جديدة تساعدك على فتح طرق ومناطق إضافية. اللعبة خطية بشكل رئيسي لتتماشى مع القصة، لكنها مفتوحة جزئيًا، مما يمنحك حرية الاستكشاف والعودة إلى المناطق التي زرتها سابقًا. كما أن إيقاع التقدّم موزون بشكل جيد، سريع بما يكفي للحفاظ على الاهتمام، ولكنه لا يسرع الأحداث على نحو يفقد اللعبة توترها أو جوها المشوّق.

ثامنًا / الأجواء والتوتر
نجحت اللعبة في خلق جو توتري دائم طوال فترة اللعب، سواء من ناحية الرعب، أو ندرة الموارد، أو نظام الحفظ. كما أن تصميم المناطق يعزز هذا التوتر بشكل مستمر، فمعظم البيئات مظلمة والإضاءة خافتة، والصوت محيطي ويزيد من شعور اللاعب بالقلق. تفاعل العالم مع اللاعب وتصميم البيئات المترابطة كلها عناصر تعمل معًا لخلق جو متوتر ومشوق يتناسب تمامًا مع أجواء اللعبة.

الروسومات والطابع الفني
اولا/ التقديم العام للرسومات اللعبة
قدمت اللعبة رسومات عالية الجودة من حيث تصميم عالمها ومناطقها، مع إبراز التفاصيل الدقيقة سواء في الجدران، الأشجار، اللوحات، أو انعكاسات الضوء. كما نجحت في الجمع بين الواقعية الكلاسيكية ولمسات الجيل الحديث، مع الحفاظ على الطابع المظلم والغامض الذي يميز هذه السلسلة منذ الجزء الأول.

ثانيًا / تصميم الشخصيات
كان تصميم الشخصيات جيدًا وواضحًا، سواء بالنسبة للشخصيات الرئيسية أو الفرعية، مع مستوى جيد من التفاصيل في الملابس. ومع ذلك، يعيبها تعبيرات الوجه والحركة، خاصة في المشاهد السينمائية، حيث تبدو الشخصية أحيانًا وكأنها دُمية متحركة. رغم ذلك، هناك تطور ملحوظ مقارنة بالجزء الأول في جودة التصميم والحركة.

ثالثًا / تصميم البيئة والمستويات
يعد تصميم البيئة أحد أبرز نقاط قوة اللعبة، سواء في المناطق الداخلية أو الخارجية، مع تفاصيل بارزة وجميلة تعكس طابعًا فنيًا خاصًا يبعث الغموض ويضفي جوًا من الرعب الكلاسيكي. هذه العناية بالتصميم تخلق بيئات مشحونة بالتوتر تناسب تمامًا أجواء اللعبة وتساهم في تجربة استكشاف مثيرة ومرعبة في الوقت ذاته.

رابعا / المؤثرات البصرية
تميّزت اللعبة بمؤثرات بصرية رائعة وتفاصيل دقيقة. فعند ضرب الأعداء، يظهر تناثر الدم بشكل واقعي، كما تضيف مناطق خارجية مليئة بالضباب مع أجواء ليلية مرعبة شعورًا بالغموض. وفي مناطق التصنيع، يضيف الدخان وإضاءة النار وتفاصيلها عمقًا بصريًا ملموسًا، بينما يخلق الغبار في المناطق تحت الأرض أو الأنفاق جوًا مشحونًا بالرعب والواقعية، مما يعزز تجربة اللاعب ويجعل الأجواء أكثر تأثيرًا.

خامسًا / تصاميم الأعداء والزعماء
تميزت اللعبة بتنوع كبير في تصميم الأعداء عبر مناطقها المختلفة. بعضهم جاء بتصاميم غريبة ومرعبة تشبه الزومبي، وبعضهم كان مزيجًا بين الزومبي والعناكب، بينما ظهرت فئة أخرى على شكل دمى صغيرة أو كبيرة مرعبة، وفئة ثالثة تمثل كائنات حيوانية مثل السلطعون الصغير والكبير والخنازير أشباح.
أما الزعماء، فقد جاء تصميمهم ضخمًا وغريبًا، حيث يظهر أحدهم بلباس غواص بحري، وآخر برأس خنزير وجسم ضخم ومعضل، وثالث على شكل زومبي ضخم وغريب الشكل. وكل زعيم يمتلك استراتيجية قتالية خاصة، وليس مجرد مهاجمة اللاعب بشكل مباشر.
كل هذا التنوع في تصاميم الأعداء والزعماء أضاف عنصر الرعب والتوتر، وجعل تجربة اللعب أكثر إثارة ومرعبة.

الأداء الصوتي والموسيقى
أولًا / المؤثرات الصوتية
قدمت اللعبة أداءً صوتيًا ومؤثرات صوتية على مستوى جيد، سواء في أصوات البيئة مثل الرياح، الأبواب، الأعداء، وتساقط الأشياء، أو أصوات الأدوات عند التفاعل مع العناصر لحل الألغاز. كما تم الاهتمام بمؤثرات الأسلحة مثل الطلقات النارية وكسر الأشياء. جميع هذه الأصوات التفاعلية مع العالم أضافت جوًا مرعبًا ومناسبًا لأجواء اللعبة، مما عزز تجربة الرعب والاستكشاف بشكل كبير.
ثانيًا / أداء أصوات الشخصيات
قدمت شخصيات اللعبة جودة صوتية رائعة، سواء للشخصية الرئيسية أو الشخصيات الثانوية. ومع ذلك، يعيبها أحيانًا تعبيرات الوجه المحدودة، ما يقلل من قدرتها على نقل المشاعر مثل الخوف والقلق بشكل كامل. لكن أثناء تجربة اللعب، تضيف الأصوات الواقعية لمواقف مثل الصراخ عند التعرض لهجوم مفاجئ أو أصوات الضرب شعورًا أكبر بالرعب، وكانت جميعها ملائمة لأجواء اللعبة وتعزز من تجربة الرعب والاستكشاف.
ثالثًا / الموسيقى
كانت موسيقى اللعبة ملائمة تمامًا لأجواء رعب كلاسيكي. فقد تضمنت مقاطع موسيقية خفيفة تمنح جوًا هادئًا ومتوترًا في بعض الأحيان، وأخرى مخيفة عند مواجهة الأعداء أو الزعماء، بالإضافة إلى مقاطع درامية تزيد من حدة الأحداث. هذا التنوع الموسيقي ساهم في تعزيز الجو العام للعبة وجعل تجربة الرعب أكثر تأثيرًا ومرعبة.

الأداء التقني
تعمل اللعبة بشكل مستقر مع معدل إطار سلس يضمن تجربة لعب جيدة وبدون تقطيع ملحوظ. تدعم اللعبة وضعي الجودة والأداء، مع رسوميات واضحة تضيف لمسات الجيل الحديث دون التأثير على الطابع الكلاسيكي للعبة.
أوقات التحميل قصيرة نسبيًا، مما يجعل الانتقال بين المناطق سلسًا وسريعًا. أما نظام التحكم فهو مرضٍ إلى حد كبير، رغم ملاحظة بعض البطء أحيانًا عند القتال أو ضرب الأعداء. كما يمكن أن تصبح الكاميرا مزعجة في بعض الممرات، خاصة أثناء القتال، ويوجد بطء ملحوظ عند مواجهة الزعماء.
تظهر أيضًا بعض الأخطاء التقنية، مثل غليتش في المشاهد السينمائية حيث يختفي جسم البطلة عند اقتراب الكاميرا ويبقى الرأس فقط، إلا أن اللعبة بشكل عام تعمل بشكل مستقل وبأداء أفضل من الجزء الأول.

المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 8.5
8.5
Tormented Souls 2 تقدم تجربة رعب كلاسيكي مشوقة برسومات محسّنة وأجواء مرعبة مدعومة بالمؤثرات البصرية والصوتية، مع أسلوب لعب يعتمد على الاستكشاف وحل الألغاز. ورغم بعض العيوب مثل بطء الحركة وضعف تعابير الوجوه، تظل خيارًا ممتازًا لمحبي ألعاب الرعب التقليدية.




