نبذة عن اللعبة
Atelier Yumia: TAOMTEL – Tested on PS5
المقدمة
لطالما كانت ألعاب تقمص الأدوار اليابانية مميزة بأساليبها الفريدة سواءا من حيث السرد, الشخصيات, و أنظمة القتال التي تجمع بين الإستراتيجية و التخطيط, و تعتبر Atelier Yumia أحدث إضافة لهذا النوع من الألعاب, حيث تغوص بنا في عالم ضخم مليئ بالأسرار, فهل نجحت في تقديم تجربة جديدة لمحبي السلسلة أم هي عبارة عن مجرد عنوان جديد لها.
القصة
تتمحور قصة اللعبة حول “يوميا“, شابة تتقن أسلوب الخيمياء تعيش في عالم يحرم فيه هذا الفن بسبب حادثة غامضة أدت إلى سقوط إمبراطورية ألاديسيان, و رغم هذا الحظر تواصل “يوميا” ممارسة الخيمياء و تسعى جاهدة لإثبات أنه ليس أسلوبا شريرا كما يعتقد سكان تلك القارة, و أثناء رحلتها تنضم بطلتنا إلى فريق حيث تسخر قواها لاستكشاف الأراضي المدمرة و كشف الحقيقة وراء الكارثة التي حلت بالعالم.
الشخصيات و الحوارات
تضم اللعبة مجموعة من الشخصيات التي تلعب أدوارا مختلفة في رحلة يوميا و لكل منها توجهاته و دوافعه الخاصة, و رغم أن هذه الشخصيات تقدم بعض اللحظات اللطيفة إلا أن الحوارات تميل إلى البساطة و تؤدي دورها الأساسي فقط في توضيح القصة دون لحظات عميقة أو حوارات مؤثرة حيث شعرنا أن الحوارات تسير بوتيرة تقليدية دون لحظات بارزة.
تقييم الحبكة
تقدم اللعبة فكرة قصصية جيدة و مثيرة للاهتمام كان من الممكن أن تكون أكثر قوة لو كان التفاعل بين الشخصيات أعمق و أكثر تأثيرا و مع ذلك لا يمكن اعتبار هذا جانبا سلبيا تماما نظرا لأن السلسلة لطالما اتبعت هذا النهج في تقديم قصة خفيفة و أجواء مريحة بعيدا عن الدراما المعقدة.
أسلوب اللعب
جمع أسلوب اللعب في Atelier Yumia بين الاستكشاف و جمع الموارد و صناعة الأدوات الخيميائية، و بين خوض المعارك سواءا ضد الوحوش المنتشرة في العالم المفتوح أو ضد الزعماء الرئيسيين. ورغم وجود القتال كجزء من التجربة، إلا أن الطابع العام للعبة يظل هادئًا في معظم الأوقات، حيث تركز على التفاعل مع البيئة وصقل مهارات الخيمياء أكثر من تقديم مواجهات مليئة بالإثارة.
استكشاف العالم المفتوح
يقدم عالم Atelier Yumia بيئة واسعة مليئة بالأسرار و الكنوز. أثناء التجوال، سيصادف اللاعب العديد من الألغاز البيئية التي تتطلب التفكير وحل المشكلات للوصول إلى مناطق مخفية أو الحصول على مكافآت نادرة. بعض هذه الألغاز تستلزم استخدام الخيمياء لصنع أدوات خاصة تساعد في عبور العقبات، مثل إنشاء جسور مؤقتة أو تفكيك الحواجز.
لجعل عملية التنقل أكثر سلاسة، توفر اللعبة وسائل مختلفة لاستكشاف العالم، أبرزها الدراجة النارية التي تتيح السفر بسرعة عبر المساحات الواسعة، بالإضافة إلى خطوط التنقل “Zipline” التي تساعد في اجتياز المناطق المرتفعة أو العبور فوق الوديان. هذه الوسائل تمنح اللاعب حرية في استكشاف العالم بطريقة أكثر مرونة دون الحاجة إلى التنقل سيرًا على الأقدام طوال الوقت.
وبالإضافة إلى الألغاز وأدوات التنقل، تنتشر الوحوش في مختلف أرجاء العالم، سواء في المناطق المفتوحة أو في أماكن محددة كالكهوف والأطلال القديمة. بعضها يكون غير عدائي ويمكن تجنبه، بينما البعض الآخر قد يشكل تهديدًا أثناء الرحلة، مما يضيف عنصرًا من الحذر أثناء الاستكشاف.
المعارك ونظام القتال
يعتمد نظام القتال في Atelier Yumia على أسلوب شبه فوري، حيث أنه ليس قائما على تبادل الأدوار التقليدي بشكل كامل، لكنه في الوقت نفسه لا يمنح الحرية المطلقة، يمكن للاعب تسديد الضربات أثناء التحرك حول العدو، لكن مع وجود فترة إعادة شحن قصيرة لكل مهارة قبل أن يتم استخدامها مجددًا.
المواجهات تكون فردية، أي أن كل قتال يتم ضد وحش واحد في كل مرة، مما قد يحدّ من الإحساس بالتحدي، خصوصًا أن تفادي الهجمات يكون سهلاً نسبيًا. هناك أيضًا إمكانية تبديل الشخصيات أثناء القتال، حيث يمكن للاعب التغيير بين يوميا ومساعديها بحرية، مما يضفي بعض التنوع لكنه لا يغيّر كثيرًا من الأسلوب القتالي. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر ضربات خاصة يمكن تنفيذها عند امتلاء عداد معين، مما يتيح هجمات أكثر قوة، لكن دون أن يغير بشكل جذري من نمط القتال العام. كما يمكن استخدام الأدوات التي يتم إنشاؤها عبر الخيمياء، مثل القنابل لمضاعفة الضرر أو الجرعات لاستعادة الصحة، مما يضيف عنصرًا تكتيكيًا بسيطًا.
في المجمل، لا يبدو القتال معقدًا، بل يميل إلى البساطة والاعتماد على تنفيذ الهجمات بشكل عشوائي، و لا يحتاج إلى مهارة كبيرة أو تخطيط عميق.
الخيمياء
الخيمياء في Atelier Yumia هي إنشاء الأدوات من خلال نسج الذكريات معًا، حيث يتم تخزين وصفات هذه الأدوات داخل “قارورة الذكريات“. يُستخدم هذا النظام في عدة جوانب من اللعبة، مثل صناعة الجرعات العلاجية، القنابل الهجومية، الأدوات التي تساعد في الاستكشاف، وحتى بعض الأسلحة والدروع لتعزيز قدرات الشخصيات.
في البداية، قد تبدو الخيمياء معقدة بعض الشيء بسبب تعدد الخطوات المطلوبة العملية، حيث أن لكل خطوة تأثيرًا معينًا على جودة العنصر الناتج. قد يكون من الصعب على اللاعب في البداية معرفة كيفية تحسين الخصائص النهائية للعنصر الذي يقوم بصناعته، خاصة أن النظام لا يوضح بشكل مباشر تأثير كل خطوة.
لكن مع مرور الوقت، يصبح النظام أكثر وضوحًا، مما يتيح للاعبين الاستفادة منه بشكل فعال. لكنه قد لا يكون مناسبًا لمن لا يرغب في قضاء وقت طويل في تجربة التركيبات المختلفة واكتشاف أفضل الطرق لاستخدامه.
التوجه الفني
تعتمد Atelier Yumia على أسلوب رسومي مستوحى من طابع الأنمي، حيث يقدم عالمًا ملونًا ومفعمًا بالحيوية. البيئات مليئة بالتفاصيل الدقيقة، سواء من ناحية دقة الأعشاب والأشجار والأسطح، أو من حيث توزيع المباني والركام بشكل يعزز الإحساس بالحياة في العالم. يمكن ملاحظة هذه التفاصيل حتى من مسافات بعيدة، مما يمنح المشهد عمقًا بصريًا جذابًا.
التظليل والإضاءة متقنان، حيث يضيفان طابعًا ساحرًا على المشاهد، بينما يُبرز التظليل الناعم جمال الشخصيات والخلفيات. أما تصميم الشخصيات، فهو يتبع الأسلوب المعتاد لهذا النوع من الألعاب، حيث تتراوح التصاميم بين الأناقة والظرافة، ما يضفي لمسة فنية تتماشى مع الطابع الخيالي للعبة.
الأداء التقني
بشكل عام, تعمل Atelier Yumia بسلاسة مع معدل إطارات ثابت طوال مدة التجربة, مما يضمن تجربة لعب مستقرة في معظم الأوقات. ومع ذلك، لا تخلو اللعبة من بعض المشاكل التقنية التي تكررت بشكل مزعج, خاصة أثناء المعارك, مثل اختفاء الشخصيات فجأة أو توقف الموسيقى عن العمل، وهي مشاكل لا يتم حلها إلا بعد انتهاء القتال. ورغم أن هذه الأخطاء لا تؤثر بشكل كبير على التقدم في اللعبة, إلا أنها قد تقلل من الانغماس في التجربة و خاصة عند تكرارها باستمرار.
الصوتيات
يعتمد الجانب الصوتي في اللعبة على ألحان تتغير حسب حالة اللعب حيث تكون هادئة و تتناسب مع أجواء اللعبة المريحة أثناء الاستكشاف و صناعة الأدوات, و حماسية أثناء القتالات و المعارك, و رغم أن الألحان جميلة وتتماشى مع الطابع العام, إلا أنها لا تقدم تنوعًا كبيرًا، مما قد يجعلها تبدو متكررة بعد فترة. أما الأداء الصوتي، فهو جيد بشكل عام، لكنه يفتقر إلى لحظات تعبيرية قوية نظرًا لطبيعة الحوارات الهادئة والبسيطة. في المجمل، تقدم اللعبة تجربة صوتية مناسبة لطبيعتها، لكنها لا ترتقي لمستوى مميز أو استثنائي.
المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 7
7
تقدم Atelier Yumia تجربة ممتعة لمحبي ألعاب تقمص الأدوار اليابانية المريحة "Cozy JRPG" التي تركز على الاستكشاف وصناعة الأدوات، حيث توفر عالمًا مفتوحًا غنيًا بالأنشطة مع نظام خيمياء عميق يسمح بابتكار أدوات متنوعة, كما تمتلك القصة فكرة مثيرة للاهتمام، و رغم وجود بعض العيوب و بعض المشاكل التقنية إلا أن اللعبة تعد إضافة جيدة للسلسلة، و هي قادرة على استقطاب لاعبين جدد لهذا النوع من الألعاب.
