نبذة عن اللعبة

القصة

لعبة The Precinct هي تجربة شرطية مفتوحة العالم من منظور علوي، تضعك في دور شرطي جديد في مدينة “افيرنو” خلال حقبة الثمانينات. تستلهم اللعبة أجواء أفلام النيون-نوار وألعاب GTA القديمة، مع مزيج من الأكشن، الكوميديا والمحاكاة الشرطية.

تدور الأحداث حول شرطي حديث العهد بالعمل، يحاول إثبات نفسه في مدينة تعج بالفساد والجريمة المنظمة.
مهمتك هي كشف شبكة إجرامية لاحد العصابات، بينما تتعامل مع جرائم يومية من سرقات ومطاردات وحتى قضايا مخدرات. القصة ليست عميقة، لكنها كافية لدفعك لاستكشاف عالم اللعبة.

أسلوب اللعب

تُقدِّم The Precinct ربما أرقى التجارب الشرطية في عالم الألعاب، بفضل جيمبلاي ديناميكي يجمع بين العمق والتنوع رغم وجود بعض اللحظات المحبطة، إلا أن اللعبة تنجح في إشراك اللاعب عبر خيارات متعددة للتعامل مع المواقف.

يمكنك اختيار الأسلوب الذي يناسبك:

• المواجهة المباشرة باستخدام الأسلحة المتاحة.
• التسلل والاعتماد على الأدوات التي تشلّ الأعداء بسرعة (مثل الصاعق الكهربائي).

إضافة إلى ذلك يتميز التحكم بالشخصية بسلاسةٍ ممتعة، مع حركات متقنة وخفيفة تعزز الانغماس في التجربة.

التعامل مع الجرائم في اللعبة ينقسم الى اقسام عديدة

• مطاردة السيارات

وهو جوهر الإثارة! تقدم اللعبة واحدة من أفضل تجارب المطاردة الشرطية في الألعاب المفتوحة.
 يمكنك:
– إنهاء الملاحقة بعنف (تدمير المركبة أو تصفية السائق)
– أو بذكاء (محاصرة المشتبه به أو إجباره على التوقف)
– أو باستخدام الدعم التكتيكي (المسامير، الحواجز، الدعم الجوي)

ما يميز النظام هو شجرة التطوير التي تسمح بترقية قدرات الدعم، مع مكافآت أكبر عند القبض على المجرمين أحياءً، مما يشجع على اللعب التكتيكي بدلاً من العنف العشوائي.

• المواجهات المباشرة

رغم متعة المواجهات المسلحة في اول ساعات إلا أنها تعاني من:
– تكرار واضح مع تقدم اللعبة
– صعوبة أقل من المتوقع (خاصة في مهمات السطو)
– ذكاء اصطناعي محدود للمجرمين
لكن تبقى آلية التصويب وتفاعل البيئة مرضية إلى حد كبير.

• المخالفات

تمثل آلية توجيه المخالفات في اللعبة أحد أبرز عناصر التميز في التجربة، حيث تقدم:

نظام اتهام ديناميكي متقن
– يجب مطابقة التهمة بدقة مع المخالفة المرتكبة
– تدرج في العقوبات من الغرامات البسيطة إلى الاعتقال
– عواقب مهنية على الأخطاء في التقييم (خسارة نقاط XP)

مرونة في تطبيق القانون
– جرائم كبرى (كالسرقة أو حيازة مخدرات) تتطلب اعتقالاً فورياً
– مخالفات بسيطة (كإلقاء نفايات أو التخريب) تكتفي بغرامات مالية
– قرارات أخلاقية صعبة تختلف باختلاف السياق

طبقات عميقة من المحاكاة
– مكافآت على السلوك المهني الدقيق
– عقوبات على التجاوزات أو الإهمال
– توازن ذكي بين الصرامة والمرونة

تصميم يراعي جميع اللاعبين
– خيار تعطيل النظام للتركيز على الحركة (لكن مع فقدان جزء من الجوهر)
– إمكانية اللعب بطريقتك (صرامة مطلقة أو مرونة مساعدة)

يضيف هذا النظام طبقة غير مسبوقة من العمق، محولاً اللعبة من مجرد مطاردات إثارة إلى محاكاة ذكية لأخلاقيات العمل الشرطي

اسلوب التحكم بالمركبات ممتع وسريع

تبدأ رحلتك بسيارة شرطة عادية، ثم تتطور لتصل إلى قيادة المروحيات. الأكثر إثارة هو قدرتك على قيادة أي مركبة في المدينة، من السيارات المدنية إلى الشاحنات الكبيرة. ما يميز النظام هو:

• تحكم سلس وسريع الاستجابة
• تنوع كبير في أنواع المركبات وخصائصها
• إمكانية استخدام المركبات بطرق تكتيكية
• تطور واضح في أداء المركبات مع التقدم باللعبة

القيادة هنا ليست مجرد وسيلة تنقل، بل جزء أساسي من متعة اللعبة وتحدياتها. سواء كنت تلاحق مجرمين بسيارة سريعة أو تنسق مع وحدات الدعم بمروحية، كل تجربة قيادة تقدم إحساساً فريداً وممتعاً

الجانب المحبط …

للأسف تقع اللعبة في فخ التكرار والسهولة المفرطة عندما يتعلق الأمر بكبار المجرمين. بدلاً من مواجهات استثنائية أو سيناريوهات تكتيكية مميزة، كل ما تحصل عليه هو مطاردات عادية دون أي تميز. آلية قبض مباشرة ومتكررة وغياب تام لأي نوع من “المواجهات النهائية” أو “معارك الزعماء”.

كان بالإمكان تحويل هذه المواجهات إلى مثلا معارك إطلاق نار استثنائية، مطاردات معقدة تتطلب تخطيطاً او سيناريوهات متعددة الخيارات للقبض عليهم، تحدي خاص تستحق لقب “زعيم عصابة”.

غياب هذا العمق يجعل القبض على أخطر المجرمين مجرد مهمة روتينية عادية، وهي فرصة ضائعة لإضافة طبقة إضافية من التشويق والتحدي.

التوجه الفني

تخطف The Precinct الأنفاس بأسلوبها البصري الذي يدمج بساطة منظور الأعلى مع توجه النيون-نوار. المدينة تنبض بحياة فريدة، الأضواء الحمراء والزرقاء تنعكس على الأرصفة المبتلة، متشابكة مع ظلال المباني العالية التي تذكرنا بأفلام التحقيق الكلاسيكية.

بعض لحظات المطاردة الليلية شخصيا ذكرتني بقوة أجواء فيلم “Prisoners” للمبدع دينيس فيلنوف، خاصة في طريقة استخدام الضوء والمطر لخلق توتر بصري مذهل. هناك شيء سينمائي بحت في كيفية تقديم هذه المهام، كل لقطة تبدو كإطار سينمائي متقن.

لمسة فنية تذكرنا بألعاب GTA الكلاسيكية لكن بمستوى بصري حديث! تستحضر اللعبة سحر المدن الأمريكية في الثمانينات من خلال مدينة “أفيرنو” المصممة بدقة مذهلة. تلمع شوارع المدينة تحت أضواء النيون الوامضة، حيث تتعايش المباني القديمة ذات الطراز التقليدي مع المنشآت الحديثة في تناغم بصري مريح للعين. كل مبنى، كل لافتة، كل تفصيل صغير يساهم في نسج قصة هذه المدينة.

النظام الجوي في اللعبة يضيف تنوع ممتاز للأجواء، حيث يتغير الطقس بين الحين والآخر. كما يمكن رؤية المطر الغزير أحياناً أو الضباب الخفيف، مما يعزز جو المدينة دون مبالغة عليها.

حركة الشخصيات أساساً جيدة، خاصة خلال المطاردات. هناك بعض المشاكل البسيطة في الحركة أثناء القتال، لكنها لا تفسد التجربة بشكل عام ومن الأرجح إصلاحها في تحديث اليوم الأول. المدينة مليئة بالناس الذين يقومون بأنشطتهم اليومية، مما يجعلها تبدو أكثر حيوية.

التفاصيل المعمارية تظهر تنوع جيد بين المناطق التجارية والصناعية مع الحفاظ على الطابع العام للمدينة! الإضاءة ليلاً مناسبة، مع أضواء شرطة واضحة دون إفراط في التأثيرات البصرية.

قيادة السيارات في اللعبة ممتعة وسلسة. يمكنك الاصطدام بالحواجز والأشياء دون عقاب شديد، مما يجعل التجول مريحاً حتى لو لم تكن سائقاً محترفاً! هذه المرونة تضيف متعة حقيقية لاستكشاف المدينة كما يمكنك تحطيم اي شيء تقريبا.

واجهة المستخدم مصممة بعناية:

• ألوان وخطوط تعكس الطابع الشرطي
• تصميم بسيط وواضح يسهل القراءة
• عناصر تذكرك بدفاتر الشرطة والتقارير الرسمية

باختصار، التصميم الفني للعبة رائع لأنه يجمع بين جماليات الثمانينات والطابع البوليسي! كما يخدم تجربة اللعب دون تطرف أو مبالغة ويخلق هوية بصرية متسقة ومميزة.

محتوى اللعبة الجانبي

تقدم اللعبة مجموعة من النشاطات الجانبية التي تكسر روتين المهام الرئيسية، وتضيف ساعات إضافية من المتعة.

• سباقات السيارات

تتنوع بين سباقات قصيرة (عدد لفات محدود) وسباقات طويلة عبر المدينة، مما يتحدى مهاراتك في القيادة.

• تحديات القفز

مهمات تتطلب الوصول إلى نقاط مرتفعة باستخدام السيارة، ممتعة رغم بساطتها.

• جمع القطع الأثرية (Artifacts)

كل قطعة تحمل قصة أو معلومات إضافية عن عالم اللعبة، مما يغري عشاق السرد باكتشافها.

• مهام السرعة

تحديات زمنية تتطلب الوصول إلى هدف معين في وقت محدد.

أكثر هذه النشاطات إمتاعاً بالنسبة لي كانت السباقات، التي تقدم تحديًا لمحبي القيادة، خاصة مع اختلاف مساراتها وصعوبتها! رغم أن بعض التحديات قد تكون متكررة، إلا أنها بشكل عام تضيف تنوعًا مرحًا للعبة.

هذه المهام الجانبية وإن لم تكن عميقة جدًا، تنجح في كسر الروتين وتقديم شيء مختلف بين المهام الشرطية المتكررة.

الموسيقى والتأثيرات الصوتية

تتميز اللعبة بموسيقى تصويرية تتناسب تمامًا مع أجوائها! حيث تعزز الموسيقى التوتر والإثارة أثناء المهام، خاصة في لحظات المطاردة والمواجهات. الألحان الإلكترونية ذات الإيقاع السريع تذكرك بأفلام التحقيق البوليسية في الثمانينات الذي زاد بشكل كبير من التشويق.

اما التأثيرات الصوتية فهي دقيقة وتعزز الانغماس في العالم:

• أصوات محرك السيارة والاصطدامات واقعية.
• أصوات أجهزة الشرطة مثل الراديو وأجهزة الاتصال داخل المركز تعطي إحساسًا حقيقيًا بدور رجل الشرطة.

حتى التفاصيل الصغيرة، مثل خطوات الشخصية على أسطح مختلفة أو صوت إنذار السيارة (السيرين)، مُنفذة بعناية. هذه العناصر مجتمعة تجعل التجربة الصوتية في اللعبة مكتملة ومتناغمة مع جوها العام.

الأداء التقني إيجابي بشكل عام مع بعض الهفوات

يقدم الأداء التقني للعبة تجربة سلسة إلى حد كبير حيث تتميز بثبات في معدل الإطارات خلال معظم فترات اللعب، جودة بصرية جميلة مع تفاصيل واضحة في البيئة والشخصيات، تحميل سريع للعالم المفتوح والانتقال بين المناطق

لكن هناك بعض المشكلات التي تحتاج تحسينًا، كسلوك الذكاء الاصطناعي لزملائك مزعج أحيانًا خاصة عند محاولة ركوب السيارة (يأخذون وقتًا طويلًا دون سبب واضح). تفاعلات بعض الشخصيات غير متناسقة مع المهمة.

يد التحكم: أحد اجمل المميزات في يد التحكم هي عند تفعيل صفارة الإنذار (Siren)، يتحول لون ضوء اليد بين الأزرق والأحمر تمامًا كما في سيارات الشرطة.

من الجانب الإيجابي ان معظم هذه المشكلات التقنية بسيطة ومن المحتمل أن يتم معالجتها في تحديث اليوم الأول.