مراجعة The Alters

نبذة عن اللعبة

The Alters – Tested on PS5
نظرة عامة
لعبة The Alters هي لعبة بقاء وخيال علمي من منظور الشخص الثالث والمنظور العلوي، قادمة من تطوير أستوديو 11 Bit Studios. اللعبة تقريبًا من ناحية البصريات شبيهة بلعبة Returnal، غير أن Returnal طريقة لعبها مختلفة، وقد تم إطلاقها على أجهزة PlayStation 5 و Xbox Series X/S، وعلى الحاسب الشخصي، ومن المقرر صدورها في 13 من هذا الشهر.

القصة
تدور أحداث اللعبة حول “جان دولسكي”، عامل بسيط يستيقظ ليجد نفسه وحيدًا على كوكب مجهول بعد تحطم سفينته. للبقاء على قيد الحياة والهروب، يجب على جان بناء قاعدة متنقلة وإدارتها.
العنصر المحوري هنا هو القدرة على إنشاء “ألترز” (Alters)، نسخ بديلة من جان نفسه، كل منها يمثل مسار حياة مختلف اتخذه جان في الماضي بناءً على قرار حاسم.
هذه “الألترز” ليست مجرد نسخ، بل هي كائنات لها شخصياتها، مهاراتها، ذكرياتها، وحتى عيوبها الخاصة. يجب على اللاعب إدارة هذا الطاقم الفريد، والاستفادة من مهاراتهم المتنوعة (مثل العالِم، المهندس، المزارع، العامل اليدوي) للبقاء على قيد الحياة، جمع الموارد، وصناعة الأدوات اللازمة للنجاة والهروب.
القصة تعد بأن تكون عاطفية، معقدة، وتطرح أسئلة فلسفية حول الذات، الخيارات، والتأثيرات التي تخلفها هذه الخيارات على حياتنا.

أسلوب اللعب
إدارة القاعدة المتنقلة
اللعبة تتمحور حول بناء وتوسيع قاعدة متنقلة ضخمة. سيتعين عليك إضافة غرف جديدة (مثل المطبخ، ورشة العمل، المختبر، غرف النوم) وتخصيصها لتلبية احتياجات “الألترز” وتطوير قدرات قاعدتك.
إدارة الموارد (الطعام، الماء، الطاقة، المواد الخام) ستكون حاسمة للبقاء.
تفاعلات “الألترز”
هذا هو قلب اللعبة، فكل “ألتر” سيساهم بمهارات فريدة، لكنه سيأتي أيضًا مع شخصيته وتحدياته، كما يجب عليك إدارة العلاقات بين “الألترز”، حل النزاعات، وتطوير نقاط قوتهم.
قراراتك ستؤثر على حالتهم النفسية ومساهمتهم في المجموعة.

الاستكشاف والتهديدات البيئية
سيتعين على “جان” و”الألترز” المغامرة خارج القاعدة لاستكشاف الكوكب، البحث عن موارد جديدة، واكتشاف أسرار هذا العالم الغريب.
الكوكب خطير مع بيئة معادية وظواهر طبيعية مثل الإشعاع الشمسي ودورات النهار والليل التي تؤثر على قابلية البقاء والنجاة.
الصناعة والبحث والتطوير
ستكون القدرة على صناعة الأدوات والمعدات الجديدة ضرورية. ستقوم بجمع المخططات، البحث عن تقنيات جديدة، وتصنيع كل شيء من الطعام إلى المركبات.
السرد المتفرع
كل قرار في “The Alters” يحمل وزنًا حيث ستؤثر اختياراتك على مسار القصة، علاقات “جان” مع “الألترز” الآخرين، و على النهايات المتعددة للعبة.

التوجه الفني
الرسومات
اللعبة مبنية على محرك Unreal Engine 5، ما يعني أنها تستفيد من أحدث التقنيات الرسومية المتاحة، وتشمل:
• تفاصيل عالية: سواء في البيئات أو نماذج الشخصيات، مما يعطي إحساسًا بالواقعية والعمق.
• إضاءة ديناميكية: تساهم في خلق أجواء واقعية ومتغيرة، خاصة في بيئات الكوكب الفضائي التي قد تتغير فيها مستويات الإشعاع والإضاءة.
• مؤثرات بصرية جيدة: مثل الجسيمات والانعكاسات، مما يزيد من غمر اللاعب في العالم.
• واقعية مع لمسة فنية فريدة: تمزج بين الواقعية والتوجه الفني للخيال العلمي والدراما النفسية.

تصميم الشخصيات
كل “ألتر” (نسخة بديلة من جان) له تصميم خاص يعكس القرارات المختلفة التي اتخذها “جان” الأصلي في حياته.
قد تلاحظ اختلافات في المظهر، الملابس، وحتى تعابير الوجه، التي تعكس خلفية وشخصية كل “ألتر”.
التركيز على المشاعر
الجرافيكس يخدم السرد العاطفي والنفسي، فتعابير وجوه الشخصيات، وحركات أجسادهم، وتفاعلهم مع البيئة، مصممة لنقل الضغط، واليأس، والأمل، والتحديات العاطفية.
بيئات الكوكب الفضائي
• قاحلة ومعادية: مناظر طبيعية مقفرة، مع تضاريس صخرية وتكوينات غريبة.
• إضاءة لافتة: تجسيد درامي للشمس ومستويات الإشعاع.
• تفاصيل دقيقة: الصخور، الحصى، والعناصر البيئية الأخرى تضيف واقعية للعالم.
تصميم القاعدة المتنقلة
• وظيفي وصناعي: مليئة بالآلات، الشاشات، والأدوات. تظهر علامات العمل الشاق، وتعطي إحساسًا بأنها “موطن” مؤقت.
• منظور الكاميرا: يُعرض من منظور علوي أو منظور الشخص الثالث، ما يتيح رؤية جيدة للتصميم والعلاقات بين “الألترز”.

الموسيقى والمؤثرات الصوتية
تتميّز الموسيقى والمؤثرات الصوتية في اللعبة بجودة عالية تسهم في تعزيز الأجواء العامة، حيث تأتي الموسيقى التصويرية بمزيج متوازن بين الطابع الخيالي والدرامي، وتتنوع النغمات بين مقاطع هادئة ومؤثرة، وأخرى مشوقة ومتوترة، إلى جانب موسيقى محيطة تضيف عمقًا للمشهد. أما التصميم الصوتي للبيئة، فيُظهر عناية كبيرة بالتفاصيل، سواء في الكوكب من خلال أصوات الرياح العاتية، والعواصف الإشعاعية، والأصوات الغريبة الناتجة عن المخاطر البيئية، أو داخل القاعدة حيث تتنوع الأصوات بين المولدات والآلات، الأبواب الهيدروليكية، خطوات الأقدام على الأسطح المعدنية، وأصوات الأجهزة الإلكترونية، مما يُضفي واقعية وانغماسًا أكبر في التجربة. ولا يقل التمثيل الصوتي أهمية، إذ كان حاسمًا في نقل المشاعر والصراعات الداخلية للشخصيات، ليعكس بصدق مشاعر اليأس، الأمل، التوتر، والإحباط، كما أن التوجيه الصوتي ومؤثراته قدّم لمسة فنية مميزة تُثري التجربة السمعية وتُبرز جودة الأداء على الجهاز.

الأداء التقني
يقدّم الأداء التقني في اللعبة تجربة قوية ومتقنة، تبدأ بالجودة الرسومية التي تُعد من أبرز نقاط القوة بفضل استخدام محرك Unreal Engine 5، حيث تظهر نماذج الشخصيات والبيئات بتفاصيل دقيقة تضفي واقعية وإبهارًا بصريًا. على جهاز PS5، توفّر اللعبة أوضاع تشغيل متعددة تناسب تفضيلات اللاعبين، حيث يقدّم وضع الجودة دقة 4K مع تفعيل تتبع الأشعة بمعدل 30 إطارًا في الثانية، بينما يوفر وضع الأداء تجربة أكثر سلاسة بسرعة 60 إطارًا في الثانية، مع دقة عرض ديناميكية تتراوح بين 2K و4K باستخدام تقنيات الرفع الذكي (Upscaling)، مما يمنح استجابة رائعة وسرعة عالية. من جهة أخرى، يوفر التحكم باستخدام يد DualSense استجابة ممتازة، لكن من المؤسف أن اللعبة لا تستغل الخصائص الفريدة لهذه اليد، مثل المستشعرات أو التغذية الراجعة التكيفية، وتكتفي بالاهتزاز التقليدي، ما يُعد فرصة ضائعة لتحسين الانغماس الحسي للاعب.

المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 7
7
قدمت The Alters تجربة فريدة بأفكار مميزة ونظام لعب مختلف، فهي ليست مجرد لعبة بقاء بل لعبة استكشاف و خيارات عميقة، بتوجه فني جميل و أجواء خيال علمي يغلب عليها الغموض. التجربة كانت ممتعة في أغلب اللحظات، خاصة مع تعدد الشخصيات واختلاف أدوارهم، لكن بعض القرارات التصميمية خفّضت من جودة التجربة الكلية.