مراجعة S.T.A.L.K.E.R.: Legends of the Zone Trilogy - Enhanced Edition

نبذة عن اللعبة

S.T.A.L.K.E.R.: Legends of the Zone Trilogy (EE) – Tested on PS5
القصة
تدور أحداث السلسلة في منطقة The Zone، و التي أصبحت مسرح كبير لظواهر جد غريبة نتيجة الانفجار النووي الذي خلّف وراءه تشوّهات في المحيط و ظهور كائنات متحوّلة مرعبة.
في هذا العالم المليئ بالفوضى، تتصارع عدة فصائل مختلفة للسيطرة على أسرار الـ Zone، بينما يتسلل لاعبون يعرفون بـ”الستالكرز” إلى عمق هذه المنطقة و ذلك من أجل البحث عن الثروات، والقطع الأثرية النادرة، و كذلك عن سعي وراء الحقيقة و الفضول.
كل جزء في الثلاثية له قصته الخاصة و مختلفة ضمن هذا العالم الموحش و مع شخصيات جديدة، وفصائل كثيرة و متعددة، كما انا اختياراتك قد تؤثر على مجريات احداث اللعبة بشكل ليس بالكبير.

أسلوب اللعب
اللعبة تصويب من منظور الشخص الأول، مع طابع الرعب وتحتوي على بعض عناصر من RPG. تعتمد بشكل كبير على استخدام الأسلحة النارية المتنوعة، حيث أن لكل سلاح خصائصه الفريدة.
ومن أبرز ما يميز أسلوب اللعب في سلسلة S.T.A.L.K.E.R. هو إدماج عناصر البقاء بشكل فعلي، حيث تُشكّل التعب، الجوع، الإشعاع، ثقل الحمولة، والنزيف مكونات رئيسية تؤثر مباشرة في طريقة اللعب. كما أن الجري لفترات طويلة، أو حمل وزن زائد من العتاد، يؤدي إلى انخفاض القدرة البدنية تدريجيًا، مما يحدّ من سرعة اللاعب ويجبرك على التوقف أو المشي البطيء، خاصة في الجزء الأول والثاني، حيث يكون النظام أكثر صرامة.
أما الجوع، فحاضر بطابع بسيط وتقليدي، حيث يتوجب على اللاعب تناول الطعام من حين لآخر لتفادي آثار الإرهاق.

الإشعاع بدوره يُعد خطرًا دائمًا داخل The Zone، ودخوله دون حماية يؤدي إلى تدهور تدريجي في الصحة، مما يتطلب استخدام أدوية مضادة أو وسائل بديلة كالكحول. هذا بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بالنزيف عند التعرض للجروح، وهو ما يستلزم التدخل السريع باستخدام الضمادات لوقف فقدان الدم حتى لا تستمر الصحة بالانخفاض.
ورغم كل هذه الواقعية في العناصر، إلا أنّ أسلوب اللعب نفسه يعاني من عيوب واضحة، خصوصًا في نظام التصويب والتحكم أيضا. حيث أن فالتصويب في السلسلة و بجميع أجزائها تقريبا يبدو ركيكًا وغير دقيق، وأحيانًا غير عملي أثناء المواجهة، كما ان أسلوب التخفي ضعيف و يمكن أن يكون بدون فائدة.

كما تعاني اللعبة من واجهة مستخدم قديمة وغير مريحة، و تصفح القوائم مربك، سواء عند ادارتك للأدوات أو قراءة الخريطة أو تصفح مهماتك و تتبعها.
التنقل قد يصبح مزعج و ممل و كذلك تصميم بضع المراحل غير مفهومة، بالإضافة إلى صعوبات في التنقل عبر بعض الممرات والفتحات الضيقة رغم وضوح المساحة الكافية.
واجهة المستخدم غير مريحة و قديمة و بدون تحسينات تواكب المعايير الحديثة. كذلك ترتيب ادواتك و قراءتك للخريطة و تصفح المعلومات مربك.
التوجه الفني
التوجّه الفني في سلسلة S.T.A.L.K.E.R. يُعد أحد أبرز عناصرها وأكثرها تميزًا، حيث نجحت الثلاثية في تكوين عالم بصري مشوه و كئيل، مستلهم من ما بعد الكارثة التي حدثت في تشيرنوبيل. ستلاحظ في البيئة كثرة المباني المهجورة و المرعبة، و مصانع مدمّرة، وغابات صامتة، تُشعرك بالعزلة والانقطاع عن العالم الخارجي.
يظهر هذا الامر بوضوح في الجزء الأول Shadow of Chornobyl، حيث بلغ عنصر الرعب والغموض ذروته، بأجواءه الخافتة وصامتة و التي تسودها الكآبة.




أما Clear Sky، فشهد تغييرًا، حيث أصبحت الألوان أكثر سطوعًا، والإضاءة أوضح بشكل اكبر، و الذي خفّف من الطابع الكئيب و الصامت، و لكن تحس ان هذا الجزء أبتعد عن الأجواء المرعبة المعتادة في الجزء السابق.




ثم جاء Call of Pripyat ليعيد التوازن، مع عودة قوية لأجواء الرعب والغموض، مع تصميم خرائط أكثر تنوعا وانفتاحًا، و كذلك ديناميكية محسّنة في الطقس والإضاءة.
إضافةً إلى ذلك، يُعد تصميم المخلوقات المتحوّلة والمشعة عنصرًا بارزًا في التوجّه الفني، فهي متنوعة، مرعبة، وغريبة و مشوهة و التي تعكس بشكل فعال الفوضى الإشعاعية.
كذلك تلعب الإضاءة والطقس الديناميكي المتقلّب دورًا كبيرًا في تعزيز الشعور بعدم الأمان، خاصة أثناء التنقل ليلًا أو أثناء هطول الأمطار.

من حيث الرسومات، فقد شهدت اللعبة تحسنا مقارنة بالنسخة الأصلية، سواء في الإضاءة، أو تفاصيل البيئة، إلا أن هذه التحسينات تبقى محدودة نسبيًا ولا تشكّل قفزة كبيرة، بل كونها تحسينات تجميلية أكثر من كونها تحديثًا جذريًا.
التصميم الصوتي
يُعد التصميم الصوتي في سلسلة S.T.A.L.K.E.R. من أهم العناصر المؤثرة في أسلوب اللعب، إذ يلعب الصمت دورًا محوريًا في خلق أجواء الخوف والتوتر، خصوصًا أثناء التنقل ليلًا أو في الأماكن المهجورة.
كذلك صوت الرعد، وقع الأقدام، أصوات الإنذارات الإشعاعية، نباح الكلاب، وزمجرة الوحوش. كل هذه الأصوات تساهم في بناء عالم نابض بالتوتر والخطر المستمر.
أما من حيث الموسيقى، فالسلسلة لا تعتمد على الموسيقى التصويرية بشكل كبير، بل تترك المجال للصمت والبيئة المحيطة كي تحكي لك القصة وتبني الأجواء. ومع ذلك، هناك مقاطع موسيقية تظهر في بعض اللحظات.

الأداء التقني
من الجانب التقني تعمل اللعبة بشكل مستقر في كلٍ من وضع الأداء (Performance Mode) ووضع الجودة (Quality Mode)، مع الحفاظ على معدل إطارات جيد في معظم الأحيان، مما يوفّر تجربة سلسة ومقبولة على PS5.
تستفيد اللعبة من خصائص وحدة تحكم DualSense، حيث تقدّم اهتزازات لمسية (Haptic Feedback) جميلة تعكس أحداث البيئة، مثل صوت الرعد أو الانفجارات.
كما أن الـ Adaptive Triggers تضيف مستوى من الواقعية، حيث تختلف مقاومة الزناد بحسب نوع السلاح المستخدم، مما يمنح كل سلاح طابعًا خاصًا تحس به.
تدعم اللعبة أيضًا التحكم عبر Gyroscope أثناء التصويب، وهي ميزة فعالة، خاصة عند تخصيص إعدادات الحساسية حسب تفضيل اللاعب.
واجهتنا بعض المشاكل التقنية المزعجة، أبرزها خلل في نظام الحفظ حيث أدى أحد الأخطاء إلى إعادة التقدم بالكامل.
كذلك، رصدنا لحظات غير منطقية كان فيها الأعداء يطلقون النار من خلف الجدران وتصل الطلقات إلى اللاعب بشكل غير مفهوم و ليس بالشيء للطبيعي.
اللعبة تدعم اللعب باستخدام الماوس ولوحة المفاتيح (Keyboard & Mouse) على الـ PS5.

المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 7.5
7.5
تعود إلينا ثلاثية STALKER بنسخة محسنة على الجيل الحالي، لتقدم لنا تجربة رعب و بقاء في عالم غامض و مليء بالمخاطر، من أجل اكتشاف أسرار The Zone و حكاياتها المظلمة و أجوائها الكئيبة من منظور عصري، لكنها تعاني من بعض المشاكل التقنية و أسلوب اللعب الذي يعتمد على الطراز القديم ما قد يعيق قدرتها على جذب لاعبين جدد.