مراجعة Once Upon a Katamari

نبذة عن اللعبة

Once Upon a Katamari – Tested on PC
بعد سنوات طويلة من الغياب، تعود سلسلة Katamari إلى الواجهة بلعبة جديدة تحمل عنوان Once Upon a Katamari، لتعيد إلى الأذهان ذلك المزيج الغريب من العبث والمرح الذي جعل السلسلة محبوبة منذ بدايتها. تعود اللعبة بنفس فكرتها البسيطة والعجيبة في آن واحد: لفّ كرة ضخمة وجمع كل ما يمكن جمعه في طريقك، من الأشياء الصغيرة إلى المعالم العملاقة، في رحلة لا تشبه أي تجربة أخرى.
رغم مرور الزمن وتطور الألعاب من حولها، ما زالت Katamari قادرة على فرض حضورها بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين الغرابة والمرح، وتدعوك من جديد إلى عالمٍ مليء بالألوان، والفوضى، والمتعة الخالصة.

القصة
تبدأ أحداث Once Upon a Katamari على طريقتها الغريبة المعتادة، حين يتسبب ملك الكون بخطأ جديد أثناء عبثه بمخطوطة سحرية، فينهار النظام الكوني بأكمله وتختلط الأزمنة ببعضها. تتناثر النجوم والكواكب عبر التاريخ، من العصور الجوراسية إلى الحضارات القديمة، ليجد الأمير الصغير نفسه أمام مهمة إعادة ترتيب هذه الفوضى الكونية عبر لفّ كرات جديدة تجمع ما تبعثر في الفضاء والزمن.
القصة لا تحاول أن تكون عميقة، بل تعتمد على روح الدعابة والسخرية التي تميز السلسلة منذ بدايتها. الحوارات بين الملك والأمير مليئة بالمبالغة والغرابة، لكن خلف هذا الطابع الكوميدي يوجد بناء ذكي للمراحل يجعل كل عصر وكل منطقة تحمل طابعها الخاص. إنها حكاية بسيطة، لكنها تُروى بأسلوب يجعل كل لحظة منها ممتعة ومليئة بالمفاجآت.

أسلوب اللعب
تعتمد Once Upon a Katamari على نفس المبدأ الذي اشتهرت به السلسلة، حيث يتحكم اللاعب بالأمير الصغير ويدفع كرة الكاتاماري في بيئات مليئة بالأشياء القابلة للجمع. تبدأ الكرة صغيرة، بالكاد تلتقط الدبابيس والأقلام، ثم تكبر تدريجيًا حتى تصل إلى أحجام هائلة تبتلع الشوارع والمباني والجبال. هذا التصاعد في الحجم هو جوهر متعة اللعبة، فهو يمنحك إحساسًا دائمًا بالتطور والسيطرة على الفوضى من حولك.
ورغم أن طريقة اللعب لم تتغير جذريًا، إلا أن تنوع المراحل هذه المرة يضيف لمسة منعشة. كل حقبة زمنية تقدم بيئة مختلفة، سواء كانت شوارع المدن الحديثة أو العصور القديمة، وكل منها يحمل مجموعة فريدة من الأشياء التي يمكن جمعها.
الشيء المميز فعلًا هو مستوى التفاعل العالي مع العالم، فكل ما تراه تقريبًا يمكن التقاطه. من أصغر حجر على الأرض إلى السيارات والحيوانات والمباني، كل شيء في هذا العالم مصمم ليتفاعل معك، مما يجعل التجربة حية ومليئة بالمفاجآت.
مع ذلك، لا يمكن إنكار أن اللعبة ما زالت تحمل طابعًا كلاسيكيًا واضحًا. لم تحاول تقديم تجربة تشعر بأنها تنتمي إلى الجيل الجديد من الألعاب، سواء من ناحية الفيزياء أو أنظمة الحركة أو الذكاء الاصطناعي. لكنها في المقابل حافظت على هويتها الأصلية بكل تفاصيلها، وهو ما يجعلها تجربة مألوفة لمحبي السلسلة، ومريحة في بساطتها رغم مرور الزمن.

التوجه الفني
تتبنى Once Upon a Katamari أسلوبًا بصريًا بسيطًا يحافظ على هوية السلسلة دون أن يحاول مجاراة تطور الجيل الجديد. الرسومات هنا عادية جدًا، أقرب إلى الطابع الكلاسيكي الذي اشتهرت به ألعاب السلسلة القديمة، لكنها تؤدي غرضها في خلق عالم غريب ومليء بالألوان. لا تقدم اللعبة تفاصيل أو مؤثرات بصرية تثير الإعجاب، لكنها في الوقت نفسه تضعك في أجواءها الخاصة، حيث كل شيء يبدو غير جدي ومفعمًا بالعبث المقصود. هذا التوجه الفني ينجح في نقل روح اللعبة الساخرة، حتى وإن لم يكن مبهرًا من الناحية التقنية.

التصميم الصوتي
أما من ناحية الصوت، فالأداء العام بسيط ولا يترك أثرًا مميزًا. الحوارات ما تزال بنفس الطابع الكوميدي المبالغ فيه، بينما تأتي الموسيقى بطابع طفولي واضح، تعتمد على إيقاعات خفيفة وألحان مرحة تجعل التجربة أقرب إلى أجواء الرسوم المتحركة. هذا الاختيار يخدم فكرة اللعبة، لكنه أيضًا يُبعدها عن أي إحساس بالجدية أو العمق العاطفي. في النهاية، الصوتيات هنا ليست عنصر قوة، لكنها جزء من هوية اللعبة المرحة والفوضوية التي لا تأخذ نفسها بجدية مطلقًا.

الأداء التقني
بما أن Once Upon a Katamari لا تقدم مستوى رسومي متقدم أو مؤثرات ثقيلة، فمن الطبيعي أن يكون أداؤها التقني مستقرًا للغاية، وهو ما لاحظته بوضوح أثناء التجربة. اللعبة تعمل بسلاسة كبيرة دون أي مشاكل تذكر، لا في الإطارات ولا في أوقات التحميل، مما يجعل التجربة مريحة للعينين وسهلة المتابعة.
هذا الثبات في الأداء يعكس توازنًا جيدًا بين بساطة التصميم وجودة التنفيذ، ويُعتبر من أكثر الجوانب التي تُحسَب للعبة. فحتى مع كثرة العناصر التي تظهر على الشاشة في وقت واحد، تظل الحركة سلسة والانسيابية عالية، مما يمنحك إحساسًا خفيفًا وممتعًا أثناء اللعب دون أي تشويش بصري أو تقطيع مزعج.
المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 7
7
تقدم Once Upon a Katamari تجربة خفيفة وممتعة تعيد أجواء السلسلة الكلاسيكية بروحها المرحة والبسيطة. فكرة جمع الأشياء وتكبير الكرة ما زالت جذابة وتمنح شعورًا جميلًا، بينما الأداء السلس يجعل التجربة مريحة وسهلة. لكن عدم التجديد إضافةً إلى الطابع الطفولي المبالغ فيه قد يجعلها غير مناسبة للجميع.