نبذة عن اللعبة

المقدمة

في إصدار جديد من سلسلة ألعاب الموتوكروس الشهيرة، تعود إلينا Milestone بلعبة Monster Energy Supercross 25 التي تعد بتجربة واقعية وتنافسية في عالم الدراجات النارية ومبنية بالكامل من الصفر باستخدام محرك Unreal Engine 5. إصدار يطمح إلى استقطاب كل من اللاعبين القدامى والجدد من خلال تحسينات كبيرة على مستوى الفيزياء، الذكاء الاصطناعي، والمحتوى. لكن هل نجحت اللعبة فعلًا في تجديد دماء السلسلة؟ اليكم تقييمنا الكامل.

أسلوب اللعب

من أولى اللحظات، يشعر اللاعب بأن اللعبة لم تعد تسامح بسهولة. التحكم صار أكثر واقعية، ومبني على فيزياء دقيقة تتطلب من اللاعب الانتباه لكل حركة، من توزيع وزن السائق أثناء القفزات، إلى طريقة دخول المنعطفات. هذا العمق في أسلوب اللعب مدعوم بنظام فيزيائي جديد يجعل التجربة أقرب ما تكون إلى سباقات الموتوكروس الحقيقية.

تُتيح اللعبة للاعب اختيار نوع تجربة اللعب التي تناسبه من بين ثلاث مستويات: تجربة بسيطة وفورية لمن يبحث عن المتعة السريعة، تجربة متوازنة فيها بعض الواقعية والتحدي، وتجربة واقعية بالكامل موجّهة لعشاق المحاكاة الحقيقية. هذا التدرج في أسلوب اللعب يضمن للجميع خوض تجربة مناسبة لقدراتهم، مع إمكانية التبديل بين الأنماط في أي وقت.

ولمساعدة اللاعبين الجدد، تقدم اللعبة طورا تدريبيا متكاملا يُعرف باسم Supercross Academy، يشرح فيه أساسيات التحكم، الفيزياء، وتوزيع الوزن بطريقة منهجية. هذا الطور يمثل مدخلا ممتازا لتعلم أساسيات اللعب بطريقة عملية وفعالة.

ما يميّز التجربة كذلك هو تنوع أنماط اللعب الفردي :

• Single Event الذي يتيح لك تصميم سباق خاص ضد الذكاء الاصطناعي،
• Rhythm Attack الذي يقدم تحديًا مباشرًا في مضمار خطي مع ارتفاعات وانخفاضات متكررة ضد خصم واحد،
• Time Attack الذي يركز على تسجيل أسرع زمن ممكن في حلبة مفتوحة،
• وChampionship الذي يحاكي بطولة سباقات متكاملة.

اللعبة تمنح حرية كبيرة في تخصيص الكاميرا، سواء من حيث زاوية الرؤية أو مكان تموضع اللاعب في الشاشة، وهو تفصيل صغير لكنه يُحدث فرقا في تجربة القيادة. كما يُمكن استخدام طور التصوير (Photo Mode) لالتقاط لحظات مميزة أثناء السباقات.

وإضافة إلى طور اللعب الفردي، تدعم اللعبة اللعب المشترك على نفس الشاشة (Split Screen)، ما يضفي بعدًا اجتماعيًا افتقدته ألعاب كثيرة في الجيل الأخير.

المحتوى والتخصيص

من ناحية المحتوى، تقدم اللعبة تشكيلة غنية من الدراجين الرسميين والدراجات من علامات تجارية شهيرة مثل Honda، KTM وYamaha. ويمكن أيضا إنشاء متسابق خاص بك. يمكن للاعب تعديل :

• شكل الشعر ولونه
• شكل الوجه
• شكل ولون اللحية
• لون العينين
• الاسم، اللقب، ورقم السباق
• الطول والجنسية والقارة
• التعديل على الدراجة الخاصة بك
• وأخيرًا، اختيار نمط الاحتفال بعد الفوز

كل هذه التفاصيل تجعل من التجربة أكثر شخصية وتفاعلية، وتعطي اللاعب شعورًا بالانتماء لما يحدث على الشاشة.

طور المهنة

واحدة من أبرز الإضافات هذا العام هي إعادة تصميم طور المهنة. يبدأ اللاعب مسيرته في فئة “Futures“، ويتدرج تدريجيًا نحو فئات 250 و450 الاحترافية. خلال هذه الرحلة، يلعب “المدير” دورا في توجيه اللاعب ومساعدته على اتخاذ قرارات مصيرية.

الطور مقسم إلى فصول، كل واحد منها يتضمن أهدافا محددة يجب تحقيقها للتقدم. ما يميز هذا الطور هو إدخال عنصر “التواصل الاجتماعي“، حيث يمكن للاعب التفاعل مع جماهيره ومع المتسابقين الآخرين عبر منصات شبيهة بشبكات التواصل، ما ينعكس مباشرة على شعبيته وتأثيره في عالم السباقات.

كما يشمل طور المهنة نظام تطوير متكامل للدراجة، يسمح بإضافة قطع جديدة وتحسين الأداء تدريجيا. هذه العناصر تجعل من تجربة المهنة أكثر تفاعلية وغنية مقارنة بالإصدارات السابقة.

الذكاء الاصطناعي والواقعية

تفتخر اللعبة بإدماج نظام ذكاء اصطناعي عصبي (Neural AI) لأول مرة في السلسلة، حيث يتصرف المتسابقون الخصوم بطريقة أكثر ديناميكية وتكيّفًا مع سلوك اللاعب. هذا التطور يجعل كل سباق مختلفا عن الآخر، ويمنع الشعور بالتكرار في المواجهات.

كما أن التضاريس باتت تتغير مع مرور الزمن بفضل ميكانيكية “التشوه التدريجي للمضمار”، ما يعني أن نفس المسار لن يبقى على حاله من بداية السباق حتى نهايته، وسيُجبر اللاعب على تعديل خططه وزوايا انعطافه باستمرار.

الرسومات والأداء

بفضل انتقال اللعبة إلى محرك Unreal Engine 5، تحسّنت الرسوميات مقارنة بالإصدار السابق، لكن يظل الأداء البصري متفاوتا. تفاصيل المضامير والدراجات مصممة بعناية وتبدو واقعية، بينما تعاني بعض عناصر اللعبة من ضبابية خفيفة، خاصة شخصية اللاعب في زوايا معينة.

ما يُحسب للعبة هو سلاسة الأداء وعدم وجود مشاكل في معدل الإطارات. كذلك، واجهة العرض منظمة جيدًا، ومؤشرات مثل السرعة والموقع لا تعيق الرؤية، بل تساعد على التركيز أثناء السباق.

من الجانب التقني، اللعبة مستقرة وتعمل بسلاسة، دون ملاحظة أي انخفاض في معدل الإطارات خلال جلسات اللعب. كما أن واجهة المستخدم (HUD)، بما في ذلك مؤشر السرعة والموقع على الخريطة، منظمة جيدا ولا تعيق الرؤية أثناء السباق، مما يحسّن من جودة اللعب.

الصوت والموسيقى

الصوتيات في هذا الجزء تؤدي دورها بشكل جيد. أصوات المحركات والدراجات تنقل إحساسا واقعيا وحيويا، وتضفي توترا وتفاعلا داخل السباقات. هدير الدراجات يختلف من نموذج إلى آخر، ما يساهم في الإحساس بالتميز بين كل نوع.

من جهة أخرى، الموسيقى التصويرية مصممة لتناسب أجواء السباقات، وإن كانت لا تترك انطباعًا قويًا أو لحناً مميزًا يبقى في الذهن بعد انتهاء الجلسة. رغم ذلك، فهي تظل مناسبة وغير مزعجة، وتتماشى مع طابع اللعبة الرياضي والتنافسي.

اللعب الجماعي

رغم أن خوادم اللعب الجماعي لم تكن متاحة أثناء فترة الاختبار، إلا أن اللعبة تحتوي على هذا الطور بشكل رسمي. ومع تفعيل الخوادم، يُتوقع أن يشكل اللعب الجماعي محورا رئيسيا في إعادة التجربة مرارا وتكرارا، خاصة مع الذكاء الاصطناعي العصبي والتضاريس المتغيرة.

مقارنة مع الإصدار السابق (Monster Energy Supercross 5)

مقارنة بـ Monster Energy Supercross 5، فإن الجزء الجديد يُمثل خطوة واضحة نحو الواقعية والتحسين التقني. أبرز الفروقات تشمل اعتماد Unreal Engine 5، نظام الذكاء الاصطناعي العصبي، التضاريس الديناميكية، وتحسينات طور المهنة. ومع ذلك، تظل بعض الجوانب مثل الرسومات والموسيقى في مستوى مقبول دون الوصول إلى الإبهار. يبقى الإصدار السادس الأكثر طموحا حتى الآن، والأكثر توازنا من حيث المحتوى والتحدي.

اللعبة متوفرة ابتداءً من 7 أبريل 2025 على منصات PlayStation 5، Xbox Series X|S، والحاسب الشخصي.