نبذة عن اللعبة

القصة

تدور أحداث Mafia: The Old Country في بدايات القرن العشرين، حيث يعود بنا استوديو Hangar 13 إلى صقلية في مرحلة ما قبل نشأة الجريمة المنظمة الأمريكية، حيث نعيش رحلة إنزو فافارا، شاب عامل في مناجم الكبريت يحلم بالحرية والهروب مع صديقه غايتانو إلى أمريكا. لكن القدر يأخذ منحى مأساويا، حيث يجد إنزو نفسه محاصرا، مضطرا للانضمام إلى عائلة توريزي.

هكذا يبدأ فصل جديد من حياته، من عامل بسيط إلى مشارك في مهام قذرة برفقة كل من لوكا وتشيزاري، تحت قيادة الدون برناردو توريزي.

المميز هنا، أن القصة لا تسير على نمط الجريمة فقط، بل نلمس منذ بداياتها لحظات درامية أيضا. لكن للأسف، في آخر المطاف تبدو القصة أكثر تحفظا، ولم تبتعد كثيرا عن النمط الكلاسيكي المعتاد لعالم العصابات، بل شاهدنا الكثير من جزئياتها في أعمال أخرى سواء كانت ألعاب أو أفلام لتبقى تجربة حسنة فحسب لكن غير استثنائية بالمرة.

الإخراج و الأداء التمثيلي

من اللحظة التي تبدأ فيها المشاهد السينمائية في Mafia: The Old Country، يدرك اللاعب أنه أمام عمل فني متقن بصريا وصوتيا. فالأداء التمثيلي هنا لا يقتصر على إلقاء الجمل، بل يتعداه إلى تجسيد كامل لروح المافيا الإيطالية، بلغة الجسد، ونبرة الصوت، وحتى الصمت المتبادل بين الشخصيات.

كل محادثة بين أعضاء عائلة توريزي سواء في الاجتماعات المغلقة أو على طاولة الطعام أو أثناء تنفيذ عملية اغتيال، تُقدَّم بإيقاع واقعي.

الأداء الصوتي الانجليزي باللكنة الايطالية مع استخدام عبارات إيطالية بصورة دورية يعزز من الشعور بالأجواء الايطالية بشكل كبير : الحوارات، النكت المتبادلة، الإيماءات الصامتة، وحتى السخرية السوداء، كلها تعكس بيئة المافيا بدقة، ما يمنح اللعبة هوية خاصة لا نجدها كثيرا في ألعاب من هذا النوع.

يمكن القول أن Hangar 13 قد نجح في نقل “الروح، من خلال طاقم تمثيلي متقن جعل كل شخصية – من الدون توريزي إلى إنزو نفسه – تنبض بالحياة وتدفعك للانغماس الكامل في هذا العالم الإجرامي.

أسلوب اللعب

سلسلة Mafia لم تكن يوما معروفة بقوة أسلوب اللعب، و The Old Country ليست استثناء، لكنها تقدم بعض الجوانب الحسنة فاللعبة تقدم إطلاق نار من منظور الشخص الثالث بأسلحة كلاسيكية مثل الريفولفر والبندقية، مع مراحل تسلل بسيطة، ليس هناك ما يُبهر في الأمر لكن التنفيذ جيد ومتماسك.

السكاكين تلعب دورا محوريا في أسلوب اللعب، من فتح أقفال الابواب و بعض الصناديق إلى تنفيذ عمليات اغتيال صامتة، بل إنها تستخدم في معارك الزعماء. كل سكين يحمل خصائص معينة مثل استعادة الصحة أو اللوت التلقائي عند تنفيذ عملية اغتيال و غيرها.

بالحديث عن مواجهات الزعماء فهي متشابهة الى حد كبير، عليك التفادي و المراوغة أو الصد ر القيام بضربة مرتدة او الهجوم السريع او القوي، كانت هذه المواجهات بالسكاكين تبدو جيدة في البداية لكنها متكررة فلا اتلاف تقريبا بين اسلوب مواجهة الزعيم الاول و الاخير.. لكن بعض المواجهات قد تكون من أبرز لحظات اللعبة.

يجب أن نشير أيضًا إلى أن اللعبة خطية بحتة، صحيح أن هناك عالم مفتوح و هو كبير نسبيا، بكن فور نهاية مهمة تنطلق أخرى دون أي مهام حانبية، فالعالم موضوع للتنقل من نقطة الى نقطة يمكنك التحميع فيها او انجاز مهمة رئيسية فحسب.

تصميم المراحل من النقاط السلبية في اللعبة، فأغلب المراحل إن لم نقل كلها مستوحاة من ألعاب Mafia السابقة، مع تكرار شنيع ففي العديد من المهام، يُطلب منك تتبع شخص Follow follow follow مع السير البطيء و الاستماع لحواره مهمًا كان، وقت كبير ضاع في مهام مثل : اتبع فلان، استمع لحديث فلان، اوصل فلان، احمل هذا الشيء، اركب مع فلان، قد الطريق مع فلان، و غيرها من اللحظات المتكررة بكثرة و المزعجة بصراحة، هذا فضلا عن المهام المتشابهة من الأجزاء السابقة مثل التسابق، مع لحظات أكشن و تخفي ، و بالحديث عن التخفي كان جيدا لولا ضعف الذكاء الاصطناعي أحيانا.

بالحديث عن القيادة أيضا فقد كانت جيدة فحسب و تفي بالغرض المطلوب منها.

التوجه الفني

قد لا تكون Mafia: The Old Country من الألعاب المبهرة من الناحية الرسومية، لكن يمكن القول أن الجرافيكس كان مقبولا ويؤدي الغرض دون أن يكون “واو”. التفاصيل البصرية ليست من النوع الذي يخطف الأنظار، لكنها كافية لتقديم تجربة مرضية بصريا.

مدينة سان سيليستي تم تصميمها بعناية، وقد نجح الفريق في نقل أجواء صقلية القديمة بطريقة جميلة جدًا، خاصة في المعمار والأسواق والأزقة الضيقة. التفاصيل داخل المدينة كانت جيدة، تعكس روح الحقبة الزمنية بدقة واضحة.

أما المحرك المستخدم (Unreal Engine 5)، فرغم إمكانياته، ظهرت بعض المشاكل التقنية مثل الظلال غير الطبيعية، وتأثيرات “الـGhosting” خلال المشاهد السينمائية. ورغم ذلك، فإن التوجه الفني العام يبقى متماسكا، ويخدم السرد القصصي بشكل جيد.

الأداء التقني

رغم أن اللعبة تم تطويرها باستخدام محرك Unreal Engine 5، إلا أن الأداء التقني على جهاز PlayStation 5 لم يكن بالمستوى المنتظر. التجربة كانت مليئة بالدروب فريمز بصورة ملحوظة، خاصة في المناطق المزدحمة بالتفاصيل أو أثناء المطاردات.

في بعض اللحظات، كان الانخفاض في الإطارات مزعجا فعليا ويؤثر على انسيابية اللعب، ما جعل بعض المشاهد السينمائية أو المواجهات القتالية أقل سلاسة مما ينبغي. يمكن القول إن الأداء غير مستقر حتى لحظة كتابة هذه المراجعة، خصوصا على منصات الكونسول.

الذكاء الاصطناعي بوره كان متذبذبًا فتاوة يكون جيد و تارة يكون متواضع.

لابد من الاشارة الى ان اللعبة استغلت مميزات Dualsense من محفزات تكيفية و Haptic Feedback، ليس بصورة مبهرة لكنها تدعمها.

التصميم الصوتي

التصميم الصوتي قُدِّم بمستوى جيد، حيث تميزت أصوات المركبات والأسلحة والحوارات بالدقة و الواقعية ، كما أن دعم اللعبة للكنة الايطالية و عبارات من صقلية يبقى خطوة إيجابية تُحسب للفريق، وتساعد على الانغماس في عالم اللعبة.

الموسيقى

واحدة من أبرز عناصر التميز في Mafia: The Old Country كانت بلا شك الموسيقى التصويرية. اللحن هنا لم يكن مجرد خلفية صوتية، بل كان روحا مرافقة لكل لحظة، فهو يتناغم مع الأجواء الإيطالية الكلاسيكية، ويُعزز من إحساسك بأنك داخل تجربة Mafia حقيقية.

سواء كنت تتسلل لاغتيال هدفك، أو في خضم مشهد درامي يتطلب اتخاذ قرار مصيري، كانت الموسيقى دائما متناغمة مع السياق.