مراجعة LUTO

نبذة عن اللعبة

LUTO – Tested on PS5
القصة
تبدأ قصة بطلنا سام داخل منزله، و لسبب غريب يجد نفسه عالقًا في دوامة زمنية غامضة تمنعه من الخروج، مع تكرار كل بعض الأحداث يدرك أنه محاصر في حلقة لا نهاية لها، فيبدأ رحلته محاولا فهم ما يجري حوله، و يواجه أحداثًا غريبة وظواهر خارقة للطبيعة تحول منزله إلى مكان مرعب. ومع كل خطوة يخطوها، تتعمق حالته النفسية، ليجد نفسه في صراع مع القلق، الارتباك والحيرة و التي تستفز ماضيه بشكل غريب و أنت اللاعب ستحاول معرفة حقيقة بطلنا و علاقاته مع الأشخاص القريبين منه و حل لغز الماضي وسط هذا العالم الضيق و المريب.

تتمحور اللعبة حول الحالة النفسية لشخصيتنا، وكيفية تعامله مع أفكاره المظلمة، و مشاعره المتضاربة، و المعاناة مع القلق والحيرة والشك. بل هي رحلة نفسية مضطربة و مليئة بالاسئلة التي تدفعك لاكتشاف الحقيقة وفهم ما يجري من حوله وسط هذا التشويش.
كما تتناول اللعبة مواضيع حساسة وعميقة مثل الموت، والاكتئاب، والانتحار، وغيرها من القضايا التي تترك أثرًا بالغا على الصحة النفسية للفرد.

ستلاحظ أيضًا بعض التشابه مع لعبة The Stanley Parable، من حيث وجود الراوي الذي يرافقك في رحلتك، و الذي يقوم بسرد أحداث القصة والتعليق على تصرفاتك. ولكن هذه المرة بنبرة أكثر جدية و مريبة.

أسلوب اللعب
اللعبة هي منظور الشخص الأول، بأسلوب لعب شبيه بلعبة .P.T، حيث تعتمد على البساطة والابتعاد عن التعقيد و التخصيص العميق، حيث لا تتضمن اللعبة مواجهات مباشرة، ولا يُستخدم فيها أي نوع من الأسلحة، بل تقتصر أدواتك بشكل رئيسي على مصباح يدوي يساعدك في اكتشاف البيئة المحيطة.

تركز بشكل أساسي على الاستكشاف وحل الألغاز، مع مواجهة بعض الظواهر الغامضة التي تظهر أثناء تقدمك. وعلى عكس ألعاب رعب مثل Resident Evil أو Outlast، فإن هذه اللعبة تتسم بطابع أكثر رحمة؛ فهي لا تضع اللاعب تحت ضغط مستمر أو تهديد دائم يعيق تقدمه. ومع ذلك، فإنها لا تُفرّط في أجواء التوتر والرعب.

اللعبة مبنية بشكل أساسي على حل الألغاز وربط الخيوط من أجل التقدّم، و تتطلب تركيز جد عالي و استكشاف دقيق من أجل تجاوز العقبات، حيث أن كل ملاحظة و عنصر، وكل تفصيلة صغيرة قد تكون مفتاحً و دليلا لحل لغز معيّن. كما ان الألغاز قد تكون صعبة ومحبِطة في بعض الأحيان، خصوصا أنك ستكون وحيدًا تمامًا، دون أي مساعدة.

تُقدّم اللعبة مراحل متنوّعة للغاية، مليئة بالأفكار الغريبة وغير المتوقعة، والتي تدفعك بشكل مستمر إلى التساؤل والاندهاش كلما تقدّمت أكثر. كل مرحلة تحمل طابعًا فريدًا، سواء من ناحية التصميم أو طريقة اللعب و التي تجعل التجربة ممتعة و مليئة بالمفاجأت.

واحدة من هذه المراحل كانت بمثابة مفاجئة غريبة تمامًا بأسلوب لعب مختلف كليًا وفكرة مجنونة وممتعة في آنٍ واحد، وهي واحدة فقط من العديد من اللحظات الغريبة والمثيرة التي تميّز هذه التجربة.

ومن أبرز الجوانب التي لفتت انتباهنا هو كسراللعبة الجدار الرابع بطريقة إبداعية وغير متوقعة.
كذلك الانتقال من القائمة الرئيسية إلى اللعب كان جد سلس و مبتكر، خاصة وأن الواجهة الرئيسية لم تكن مجرد قائمة، بل كانت جزءًا فعالا من تجربة اللعب نفسها.

التوجه الفني
التوجّه الفني من أقوى الجوانب في اللعبة، حيث تقدم لنا عالمًا مسكونا و مريبًا، مع تنوع بصري خلاب و رسومات مبهرة و مستوى إضاءة خلاب التي تم تحقيقها عن طريق محرك Unreal Engine.

تدور معظم أحداث اللعبة داخل المنزل و الذي تم تصميمه بعناية فائقة، حيث يزخر بتفاصيل قوية. كما أن البيئة جد متنوعة، غريبة، ومليئة بالعناصر البصرية التي تخلق جوًا واقعيًا، وفي نفس الوقت يسوده الشعور بالانعزال، ويصبح العالم تدريجيًا أكثر غرابةً وابتعادًا عن الواقع. بما ان المطور اسباني فإنك ستلاحظ التأثير الفني الاسباني في اللعبة من لوحات و رسومات فنية و ديكور منزل و أجواء و تصميم المنزل وكذلك تأثير اللغة الإسبانية من كتابات على الجدران و بعض الملاحظات و الملصقات التي تجدها من حولك.




ستلاحظ أن اللعبة تستخدم خاصية Letterbox، وهي عبارة عن أشرطة سوداء تظهر في أعلى وأسفل الشاشة، تمنح تجربة اللعب طابعًا سينمائيًا مميزًا، مما يعزز إحساس العزلة والتركيز على التفاصيل داخل الإطار.
تعتمد اللعبة أيضًا على خاصية Depth of Field بشكل جميل وفعّال، حيث يتم التركيز على العناصر القريبة أو البعيدة حسب زاوية نظرك، بينما تصبح العناصر الأخرى ضبابية

التصميم الصوتي
على الرغم من صغر حجم الاستديو الذي لم يعتمد على تقنيات متطورة في الصوتيات كغياب الصوت ثلاثي الأبعاد و غيره، الا ان الاستديو نجح في توظيف الأصوات بصورة ممتازة، فاللعبة تعتمد في معظم أوقاتها على الصمت و الهدوء الغير مريح، فمع تقدمك لاي زاوية او باب جديد فانت تتحرك نحو المجهول و لا تسمع سوى خطوات قدميك اللتين تتقدمان بهدوء و ترقب لما سيقابلهما في الامام، فجأة قد تسمع صوتا قريبا كطرطقة الخشب أو دقة باب او حتى صوت مشي قريب او بكاء او صراخ او راديو و غيرها، فانت لا تعلم مصدر الصوت و لكنك تعلم بأن هناك خطرًا قريبا، هذا التجسيد للصوتيات اعطى طابع اللعبة النفسي رونقًا ميزّها رغم عدم اعتماد المطور على تقنيات صوتية متطورة كما ذكرنا في الجزء العلوي لهذه الفقرة، و هذا دون تناول الموسيقى و التي رغم أنها تظهر في لحظات محدودة إلا أن توظيفها قد خدّم الأجواء بشكل جد كبير و تعزز إحساسك بالتوتر والرعب و حتى الغموض.

الجانب التقني
عموماً، الأداء التقني للعبة مقبول، لكن رغم ذلك واجهنا هبوطاً ملحوظاً في الإطارات، بالإضافة إلى بعض التقطّعات في الشاشة في مناطق معيّنة.
على سبيل المثال، عند مرورك فوق بقعة محددة، تلاحظ تجمّد الشاشة للحظة وكأن اللعبة تقوم بتحميل منطقة جديدة، رغم كونها جزء من نفس المنزل.
كذلك، لاحظنا أن سرعة التحميل قد تكون بطيئة نوعاً ما في بعض الأحيان، خاصة بين المراحل، لدرجة أنك قد تظن أن اللعبة قد تجمّدت أو واجهت مشكلة، خصوصاً مع ظهور الشاشة السوداء قبل أن تُحمَّل وتعود إلى اللعبة من جديد.
المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 8.5
8.5
بالنسبة لاستوديو إسباني صغير، وفي أول لعبة له، فقد قدّم عملًا جميلاً وبداية جد موفقة، فقد استطاع أن يُنتج لنا واحدة من أرقى ألعاب الرعب النفسي لهذه السنة، و بإمكانيات محدودة. بأسلوب لعب بسيط وقصة قد تبدو مربكة لكنها جذابة، يسودها الغموض، وتَتخللها لحظات مفاجئة وغريبة للغاية تدفعك للذهول والتساؤل عمّا يحدث. ورغم بعض المشاكل التقنية مثل هبوط الإطارات، فإن التجربة تبقى ممتعة وتستحق التجربة.