مراجعة Keeper

نبذة عن اللعبة

Keeper – Tested on Xbox Series S|X
القصة
تبدأ الحكاية حين يهبط لُقلق يدعى Twig على منارة مهجورة بحثًا عن ملجأ من عاصفة تُعرف باسم The Wither، في تلك اللحظة ينبعث من المنارة نورٌ ساطع لأول مرة منذ قرون طاردًا الظلال التي كانت تطارد طائرنا.
لكن الغرائب لا تتوقف هنا، فالمنارة تنهض من سباتها وتكتسب وعيًا و روحًا لتبدأ رحلتها نحو جبلٍ غامض تنبعث منه طاقة غريبة تلوح في الأفق.
القصة في Keeper ليست مفسّرة بشكل مباشر بل رمزية و مفتوحة لتأويل اللاعب حيث تتناول مفاهيم الرفقة، الارتقاء و الانهيار و معنى النور في عالمٍ تملؤه العتمة حيث إنها أقرب إلى قصيدة تفاعلية يقرأها اللاعب بعينيه و قلبه أكثر مما يسمعها.
ما يجعل التجربة أكثر عمقًا هو أن القصة و الـ Lore لا يُروى بالكلمات بل تُستكشفّ من البيئة ذاتها، من اللوحات الجدارية و الرسومات و التماثيل و بقايا الأماكن المهدّمة و الاطلال التي تروي ماضي هذا العالم بصمتٍ شاعرٍ و غامض.

أسلوب اللعب
تقدّم اللعبة تجربة استكشاف و أحجيات هادئة تخلو من عناصر الفشل أو القتال بالعكس هي لا تطالبك أن تنتصر على أحد بل أن تفهم العالم من حولك و تكتشف أسراره بخفة و فضول.
المنارة هي محور التحكم الأساسي حيث تُطلق شعاعًا من الضوء يمكن توجيهه نحو كرات متوهجة تفتح الجسور أو تُطهّر الجذور الملوثة بالظلام و كأن النور سلاحك الوحيد ضد الخراب.
أما رفيقك اللقلق فله دور محوري حيث يمكنه إدارة المناويل و سحب الأجسام بل و حتى التحول إلى شبح يخترق الحواجز و يفتح الممرات ثم يعود إلى حالته المادية.
يمكن للاعب التبديل بين فترتين زمنيتين مما يغيّر شكل العالم من حوله بالكامل، فالأطلال قد تعود مدينةً نابضة و الجسور المهدمة تُبعث من جديد و الممرات المغلقة تُفتح أمامك.
هذه الميكانيكية تضيف عمقًا بصريًا و ابتكارًا في تصميم الألغاز و تحوّل كل لحظة في اللعبة إلى تجربة اكتشافٍ جديدة تتجاوز حدود الزمان و المكان مرفوقة بمراحل Platforming جدّ ممتعة و مسليّة.
الألغاز في Keeper سهلة من حيث التنفيذ لكنها ممتعة و مليئة بالخيال حيث كل لغز يبدو كأنه حديث صامت بينك و بين العالم هو دعوة للتأمل أكثر من التحدي.

التوجه الفني
الفن هو الركيزة الأساسية لـ Keeper و الروح التي تميز هذا الاستوديو المعروف بقدرته على تحويل الخيال إلى واقع كما رأينا في Psychonauts و Brütal Legend حيث العالم هنا ليس مجرد خلفية بل كائن حيّ يتنفس و يتغيّر أمامك.
تتنقل بين صحاري تسكنها مخلوقات عملاقة خيالية و غابات خضراء يختبئ فيها الغموض و السكينة، كهوف مظلمة تتردد فيها الهمسات، مستنقعات خانقة يطفح منها شر عتيق، و اطلال كانت ذات يوم مدن سكنتها حضارات و العديد من المناطق العجيبة و السحرية، اما في الأفق البعيد يظل الجبل الغامض يلوح دائمًا كرمزٍ للخلاص أو ربما للمصير المحتوم.
واضح أن الاستوديو أراد أن يجعل من Keeper أكثر من لعبة، بل تجربة فنية حسّية لا تُنسى.




الأداء التقني
العالم مليء بالتفاصيل الدقيقة، من تماوج العشب تحت الرياح إلى انعكاس الضوء على سطح الماء، تُدهشك أحيانًا المخلوقات العملاقة التي تجوب الأفق وسط تأثيرات ضوئية مذهلة تنعكس على كل زاوية و معها مناظر طبيعية تمتدّ إلى ما لا نهاية تمنحك إحساسًا بالعظمة و الانغماس الكامل في العالم و مع ذلك تحافظ اللعبة على سلاسة و استقرار رائعين.
قد تُلاحظ أحيانًا هبوطًا طفيفًا في معدل الإطارات لكنه لا يؤثر إطلاقًا على التجربة العامة و لا يُفقدها انسيابها و قابلة للتّصحيح لاحقًا.

الموسيقى و التصميم الصوتي
الصوت في Keeper ليس مجرد خلفية بل روحٌ خفية ترافقك حيث الموسيقى تتغير بحسب المكان و الشعور.
في الصحراء، ألحان شاحبة تبعث إحساس الوحدة. في الغابة، نغمات دافئة تنشر الطمأنينة. في الكهوف، تهمس الأصوات بالغرابة و الخطر. في المدن، ألحان اليأس تتخلل في طياتها لمحة من الامل.
الأجواء الصوتية غنية بتفاصيل دقيقة : خرير البحر، صفير الرياح، حركة العشب، خفق أجنحة الحمام … كل ذلك يخلق انسجامًا يجعل العالم يستمع إليك كما تستمع إليه.

المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 9
9
عشنا مع Keeper تجربة فنية آسرة تمزج بين الألغاز وعناصر البلاتفورم في عالم ينبض بالجمال والرمزيات، رحلة صامتة تُروى بالنور لا بالكلمات، وأجواء موسيقية تبعث الحياة في كل مشهد. ورغم إيقاعها الهادئ أحيانًا فهي تظل رحلة مؤثرة وغنية بالتفاصيل، ما يؤكد أن الجمال و الإبداع قد يكمننان في البساطة وحسن توظيف الأفكار.