مراجعة Cronos: The New Dawn

نبذة عن اللعبة

Cronos: The New Dawn – Tested on PS5
القصة
كارثة غامضة أدت إلى انهيار العالم، عُرفت باسم “التغيير”، تاركة وراءها أرضًا تحتضر تطاردها المسوخ و الوحوش بأنواعها، المسافرون وحدهم من يمتلكون الجرأة للخروج الى هذا العالم الفتاك و أنت واحد منهم (The Traveler)، تم إرسالك لاستكشاف أنقاض بولندا في ثمانينات القرن الماضي مع وجود شقوق الزمن يمكنك من خلالها إنقاذ بعض الناجين المهمين من تلك الحقبة و إرسالهم إلى المستقبل. و اكتشف الاحداث المتسببة بانهيار العالم.

لطالما عُرِف فريق Bloober Team بتميُزه في طرح القصص بأسلوب غامض، يكشف تدريجيا عن حقيقة الاحداث الحاصلة، في Cronos تبدأ اللعبة بغموض أكبر من المعتاد، فأنت ستفتح عينيك مرتديا خوذة توهمك و كأنك في كوكب آخر، لا تعلم أي شيء عن المكان الذي تتواجد فيه أو الهدف الذي تسعى لتحقيقه، ومع ذلك اندمجت مع القصة، فالعالم يروي مجموعة قصص عبر النصوص المكتوبة على الجدران و اللوحات المرمية في كل مكان، أو من خلال المجلدات و الرسائل و حتى النصائح و اللوائح المنتشرة في العالم، و لا أخفيكم أن بعضها ذكرني بجائحة كورونا التي اجتاحت العالم في 2020، فالكثير من الرسائل تتكلم عن الحجر الشامل و عدم الاقتراب ممن عليهم شبهات، و ادخار الأكل و مشاركته مع الجيران، و عن التباعد الاجتماعي و تجنب الخروج إلى الخارج، عدد منها يذكرنا بما عشناه أيام كورونا في 2020، هذا جعلني مهتما أكثر بمعرفة تفاصيل التغيير الذي أصاب العالم، مع طرح عدة تساؤلات : كيف ظهرت المسوخ ؟ من أين تظهر الشقوق الزمنية ؟ من هؤلاء الذين أبحث عنهم ؟ و ما المتسبب في كل هذا ؟!


على الرغم من اندماجي مع القصة إلا أنني شعرت بأنها أقل جودة مقارنةً بعناوين الاستديو السابقة، أو لربما لم تشبع فضولي و لم تقدم لي صدمات مثلًا، كما أن الجوانب العاطفية و الدرامية فيها كانت أقل بشكل ملحوظ من عناوين مثل The Medium.
أسلوب اللعب
حِس المغامرة موجود لكن الرعب مفقود
تقدم Cronos: The New Dawn تجربة أكشن بقاء من منظور الشخص الثالث، على غرار لعبة Silent Hill 2 Remake آخر عناوين الاستديو، واللعبة نجحت في إبراز شعور البقاء من جانب لكنها فشلت في تقديم تجربة مرعبة، فلعبة Cronos تكاد تخلو من الرعب بشتى أنواعه، و تحديدا الرعب النفسي الذي ميّز الاستديو في مشواره، فأنا لم أرتعب طوال التجربة، لعل عدم الارتياح تولد لدي بسبب رحلة البقاء الصعبة و ليس بسبب رعب نفسي أو خوف من المجهول.

مغامرة موجهة لعشاق التحديات الصعبة، فلا مستويات للصعوبة
نعم، لعبة Cronos: The New Dawn ليست سهلة، خاصةً في البداية فاللعبة صعبة، جهز نفسك للموت من ضربتان أو ثلاث كأقصى حد، الموارد و الذخائر شحيحة، نقاط الحفظ أحيانا تكون غير رحيمة، كلها جوانب قدمت تحديًا صعبًا في Cronos، يتطلب صبرًا و تفكيرا استراتيجيا لمرور عقبات المسوخ التي تغزو العالم، و للإشارة لا تقدم اللعبة مستويات للصعوبة.

مزيج بين Resident Evil و Dead Space و بعضًا من Silent Hill 2
لا شك أن Cronos هي محاولة جريئة من Bloober Team للخروج من قالبهم المعهود، فاللعبة استوحت أنظمة بقاء و ميتروديفينيا شاهدناها في ألعاب مثل سلسلة Resident Evil، فالذخيرة محدودة و الاسلحة قليلة، و عليك جمع الموارد و دمجها لصنع العلاج و الذخيرة تماما مثل Resident Evil، فضلا عن الحاجة للعودة لمناطق معينة للبحث عن مفتاح أو رمز سري مثلا، اللعبة استوحت أيضا بعض الجوانب الواضحة من Dead Space كهجمات المسوخ و طرق مجابهتهم و غيرها، أيضا حِس Silent Hill موجود لكن فنيا كاستخدام الضباب في بعض المناطق الخارجية و لو بدرجة أقل من سلسلة سايلنت هيل.

ألغاز بسيطة درن تحدٍ يُذكر
لم تقدم Cronos ألغازًا تليق بلعبة رعب أو بما اعتدناه من عناوين الرعب الاخيرة للاستديو، فهي تكاد تكون أضعفها في هذا الجانب، فأغلب الالغاز تتمثل في البحث عن غرض أو رمز يسهل إيجاده، مع التحكم في بعض النقاط الزمنية التي أضافت من جانبًا خاصًا للتجربة.

إشحن سلاحك لتتفادى استهلاك الموارد
عندما يعترض المسوخ طريقك لديك طريقتان لاستخدام أسلحتك لمجابهتهم، الأولى عبر التصويب العادي و الذي قد يؤثر على الأعداء الضعفاء نسبيا، اما الثانية فستكون عبر شحن سلاحك عند التصويب بالضغط مطولًا على L2 ثم R2 لإطلاق رصاصة أقوى و هي أفضل طريقة للتخلص من الاعداء بأقل كمٍ من استهلاك الموارد، لأنك في Cronos إذا انتهت ذخيرتك لن تحصل على أخرى، فاللعبة لن تكون رحيمة بك.

الاشتباك اليدوي خيارك الأخير
يمكنك ضرب الاعداء و الاشتباك معهم يدويا أو عبر قدميك – في حال كان بعضهم ملقى على الأرض – لكن لا تتوقع أن تطيح بمسخ قوي عبر الاشتباك اليدوي، الذي يعد وسيلةً لأمرين، الأولى تحطيم الصناديق لجمع اللوت و بعض العناصر الهامة، الثانية تتمثل في منع الاعداء من الاندماج لأن اندماجهم سيعني توديع الملاعب.

مهما حدث — لا تدعهم يندمجون
هذه العبارة التسويقية التي ركز عليها Bloober Team عند الترويج للعبة، لأنها تمثل جوهر التجربة ، إذا أردت أن يكون التحدي كابوسيا اسمح للمسوخ بالاندماج، فالوحوش قادرة على التهام جثث الأعداء الساقطين، وامتصاص قدراتهم، وزيادة صحتهم، والتحول إلى شيء أخطر بكثير. أمر سيجعلها أقوى، أسرع، وأشد فتكًا، و لمنع الاندماج:
- أحرق جثث الأعداء : في البداية سيكون لديك مصهر حرق واحد يمكن حمله فقط، أي أن استخدامه على عدو واحد سيسمح للاخرين بالتهام أعداء بعضهم، لذا حاول حرق أكبر كم منهم في حال سقطوا بالقرب من بعضهم البعض.
- قاطع عملية الاندماج بهجمات نارية : وجّه طلقات دقيقة للرأس لشلّ الأعداء وتأخيرهم أو منعهم من الاندماج.
- هاجمهم يدويا عبر الاشتباك كحل أخير يعرقل عملية الاندماج.
كلما طورت نفسك كلما سهلت المشوار على نفسك
طبعا كلما تقدمت كلما اكتسبت عناصر جديدة، إحداها سمح لي بالتعرف على شريط صحة الاعداء. طبعا يمكن تطوير معداتك و أسلحتك و خوذتك لتتمكن من استقبال ضرر أكبر أو حمل ذخيرة أكثر و هكذا، و هذه جوانب ستسهل الطريق في عالم Cronos الموحش.
تحكم في شذوذات الزمن
سلاحك ليس وسيلة للهجوم فقط، بل وسيلة لحل الالغاز و التحكم في نقاط زمنية مبعثرة حول بولندا ، عليك استخدامه أحيانا للتحكم في مداخل و مخارج بعض المناطق، مثل إعادة جسر لسابق عهده أو إصلاح جدار محطم و غيرها.
نقاط الحفظ ليست رحيمة
في عدة أحيان سيعني الموت عودتك لنقطة بعيدة سبيا عن مكان موتك، لذا حاول أن لا تموت و أن لا تدعهم يندمجون.
الفضول يكافئ الشجعان
في الغالب ما تكون الإمدادات المخبأة والمخازن السرية منتشرة عبر العالم، لكن بعض الأماكن تكون سرية للغاية و قد لا تجرئ في أن تتوجه إليها لأنك قد تخرج خاسرًا، فإذا لم تخسر حياتك قد تخسر ذخيرتك و مواردك لتجد نفسك خسرت موارد أكثر من التي ذهبت لحصدها، لكن إذا كنت حكيما في بناء استراتيجية البقاء بإحكام، فستخرج رابحًا بلا شك.

التوجه الفني
هل نجح Bloober Team في تصميم عالم ما بعد الكارثة بصورة جديدة ؟ لعله نجح في عدة جوانب، كالعزلة مثلا، ستشعر فعلا بأن العالم ميت لا حياة فيه، و تأثير الدمار واضح، من الأسقف المتهالكة و جثث المسوخ المرمية من هنا و هناك، كما أن بعض المناطق جزءٌ منها يغطيه الضباب بصورة مشابهة لـ Silent Hill. لكن ما يعيب الاجواء أنها متشابهة جدا، فالجو العام داخل منزل أو قرية مثلا كلها متشابهة مع تغييرات بسيطة و طفيفة. لكن بصورة عامة الرسومات قوية و بجودة عالية، و الأنيمشن ممتاز و متطور مقارنة بسايلنت هيل 2 ريميك.

الأداء التقني
اللعبة تدعم وضعين : للجودة و الاداء، تجربتنا كانت على وضع الأداء بستين إطار يشهد انخفاض واضح في بعض الاحيان و خاصة في بعض الاشتباكات أو عند رفس الأعداء.
ما دون ذلك لم نلاحظ أية مشاكل تقنية مؤثرة على التجربة.
سرعة تحميل بدورها جيدة بشكل عام. – كما تدعم اللعبة مزايا وحدة التحكم Dualsense بشكل ممتاز من Haptic Feedback و Adaptive Triggers، لتكون ثالث عنوان من الاستديو يدعم مزايا وحدة التحكم بعد The Medium و Silent Hill 2.

التصميم الصوتي
التصميم الصوتي جيد جدًا في Cronos، أصبح Bloober Team متفوقًا بشكل واضح في تصميم الصوتيات في ألعاب، فقط ارتدِ سماعاتك للحصول على أفضل تجربة ممكنة. التصميم الصوتي جيد جدًا، صوت الطلقات، الخطوات، المسوخ، و غيرها، أيضا الاداء الصوتي للشخصية الانثى جيد بشكل عام، و الموسيقى مناسبة جدا للاجواء التي عشناها مع Cronos: The New Dawn.
المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 8
8
نجح Bloober Team جزئيا في كسر تقاليده مع Cronos: The New Dawn، مقدمًا هوية مختلفة اعتمدت على فكرة الشقوق الزمنية و اندماج الأعداء، ما منح التجربة طابعًا ميّزها عن غيرها. لكن في المقابل ابتعد الاستديو عن قوته في خلق قصص جذابة في رحلة بقاء صعبة لكنها بعيدة كل البعد عن شعور الرعب الذي توقعناه منها.