نبذة عن اللعبة

ألعاب البقاء على قيد الحياة أصبحت من أكثر الأنواع ازدحامًا في عالم الألعاب، ووسط هذا الكمّ الهائل من التجارب، بات من الصعب لأي عنوان جديد أن يبرز ما لم يحمل فكرة مختلفة حقًا. واليوم، نُراجع تجربة إندي بعنوان Above Snakes، لعبة تبدو للوهلة الأولى كأي تجربة بقاء تقليدية: جمع موارد، بناء مأوى، قتال أعداء… لكن ما يُميزها فعليًا هو إمكانية بناء العالم بنفسك، قطعة قطعة. فهل تنجح هذه الفكرة في صنع تجربة ممتعة فعلًا، أم أنها مجرد ابتكار مميز ضاع وسط تنفيذ ضعيف؟ هذا ما سنكتشفه معًا.

القصة

لا تقدم Above Snakes قصة معقدة أو عميقة، بل تكتفي بسرد بسيط يتمحور حول شخصية Ayana، فتاة تنتمي لخلفيتين ثقافيتين مختلفتين، تجد نفسها في عالم انتشر فيه الزومبي بعد كارثة غامضة.
القصة هنا ليست سوى مبرر بسيط لبناء عالمك واستكشافه، ولا تقدم حوارات مؤثرة أو شخصيات مثيرة للاهتمام. السرد وظيفي، يخدم فكرة اللعب فقط، وهو أمر معتاد في هذا النوع من الألعاب. كل ما يهم هنا هو أن تغوص في مغامرتك بهدوء بعيدًا عن الدراما الثقيلة.

أسلوب اللعب

ما يميز Above Snakes فعلًا هو ميكانيكية بناء العالم. تبدأ مغامرتك من قطعة أرض صغيرة، ثم شيئًا فشيئًا توسع عالمك عبر إنشاء قطع جديدة من الأرض، كل واحدة تقدم موارد، أعداء، أو مناظر طبيعية جديدة.
الأمر لا يتوقف عند الإضافة، بل يمكنك لاحقًا إعادة ترتيب القطع لتصميم عالمك كما تشاء. كل قطعة تتطلب موارد معينة لفتحها، ولا يمكنك بناء مناطق متناقضة (كالصحراء بجانب الثلوج) دون المرور بمناطق انتقالية، ما يضفي منطقًا واستراتيجية على التوسعة.

أما على مستوى البقاء، فاللعبة تعتمد على عناصر مألوفة: جمع الموارد، الصيد، الطهي، بناء المأوى، ومراقبة مؤشرات مثل الجوع والعطش والتعب والعقلانية.
لكن التحدي هنا ضعيف، والموت نادر، ما يجعل التجربة أقرب إلى لعبة استرخاء من لعبة نجاة. أدواتك لا تتلف، الطعام لا يفسد، والمؤشرات تنخفض ببطء، ما يمنحك تجربة مريحة… لكنها في نفس الوقت بطيئة ومملة في بدايتها.

نظام القتال هو الأضعف، بذكاء اصطناعي بسيط وأعداء لا يشكلون خطرًا حقيقيًا. حتى مهمات Bounty Hunting تفتقر للتنوع والتحدي.
أما نظام البناء والصناعة، فيقدّم تجربة سطحية مقارنةً بألعاب مثل Valheim، دون عمق كافٍ لدفعك نحو التطوير المستمر.

التوجه الفني والصوتيات

تتبنى اللعبة أسلوب Low-Poly برسوم ناعمة وألوان دافئة، ما يجعل التجربة مريحة بصريًا، لكن مع مرور الوقت، قد تلاحظ أن التنوع في البيئات والموارد محدود، خاصة في المراحل الأولى حيث تتشابه العناصر بشكل يُربك.
من ناحية الصوت، كل شيء مصمم ليدعم الطابع الهادئ: موسيقى خفيفة، مؤثرات بسيطة، دون محاولات لجذب الانتباه. الأجواء الصوتية تخدم فكرة الاسترخاء بشكل جيد، لكنها ليست مميزة بحد ذاتها.

الأداء التقني

من حيث الأداء، اللعبة تعمل بسلاسة على معظم الأجهزة، وهو أمر يُحسب للمطور. لكن هذا لا يعني أنها خالية من العيوب: هبوط في الإطارات عند بناء أو إزالة قطع أرض، وبعض القليتشات المتكررة، والأسوأ هو نظام التحكم بالكاميرا، الذي يتطلب منك تدويرها يدويًا طوال الوقت، ما يجعل بعض اللحظات – خاصة في القتال – أكثر إزعاجًا مما يجب.