انطباعاتنا للعبة The Last Caretaker

نبذة عن اللعبة
The Last Caretaker (Early Access) – Tested on PC
في بحر ألعاب البقاء، صارت العناوين تتشابه أكثر فأكثر. لكن من حين لآخر، تظهر تجربة تطمح لكسر المألوف. The Last Caretaker تأتي من هذا النوع: مشروع إندي صغير، في مرحلة الوصول المبكر، يحاول تقديم تجربة نجاة بفكرة مبتكرة في قالب مختلف. تلعب فيه كروبوت، لا إنسان. وسط عالم غارق بالكامل.
هل وفّقت اللعبة في تقديم فكرة جديدة؟ هل تستحق التجربة الآن أم من الأفضل الانتظار؟ دعونا نخوض في التفاصيل.

القصة
لا تراهن كثيرًا على الجانب القصصي هنا. اللعبة تضعك في عالم ما بعد كارثة فيضانية أنهت ملامح الحضارة، وأنت في دور “الآلي الأخير” المكلف بمحاولة إنقاذ ما تبقى من البشرية.
الفكرة مثيرة: آلة تصارع وسط كوكب غارق. لكنها تُروى بأسلوب صامت، حيث يتم التلميح للقصة عبر البيئة والمهمات الجانبية، مع غياب السرد المباشر. وعلى الرغم من بساطتها، إلا أن الحبكة تملك طابع سوداوي غريب يجعل عالم اللعبة مثيرًا للاستكشاف.

أسلوب اللعب
لو جربت Raft من قبل، فستشعر أنك في منطقة مألوفة. The Last Caretaker تقدم تجربة بقاء تعتمد على جمع الموارد، إدارة الطاقة، النجاة من العوامل الجوية القاسية، وتطوير قاعدتك المتنقلة في عالم مائي مفتوح.
اللعبة تدمج بين عناصر البقاء التقليدية (طعام، طاقة، موارد)، وبين تفاصيل ميكانيكية أعمق مثل استخدام الطاقة المتجددة، صيانة الأنظمة، الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتفكيك العناصر المعطوبة. تقدم أيضًا نظام قتال بأسلحة متنوعة مثل البنادق الكهربائية، قاذفات اللهب، والمسدسات.
لكن… ورغم هذا التنوع، التجربة تعاني من مشاكل كثيرة:
- الذكاء الاصطناعي بدائي.
- تنوع الأعداء شبه منعدم.
- المهمات غالبًا مبهمة وغير مشجعة.
- الأداء التقني في حالات كثيرة كارثي، خصوصًا على الإعدادات العالية.
وهنا تكمن المشكلة: الفكرة جيدة، لكن التنفيذ يقتل الحماس بسرعة. عالم ضخم، لكنه فارغ. آليات لعب معقدة، لكنها لا تكافئك بالشكل المناسب.

الصوتيات والمرئيات
اللعبة تقدم عالماً بصريًا يحمل لمسات فنية جميلة، خصوصًا في طريقة تصميم المحيط والمباني الغارقة. لكن هذه الجمالية تصطدم بمشاكل تقنية واضحة:
- فراغ بصري يشعر به اللاعب بسرعة.
- فيزياء الماء جيدة، لكن أحيانًا تؤدي إلى أخطاء غريبة مثل دخول المياه للسفينة.
- الأداء غير مستقر إطلاقًا عند رفع الإعدادات.
أما الصوتيات، فهي تلعب على وتر العزلة. موسيقى خفيفة، مؤثرات بسيطة، وأجواء عامة تخدم الجو السوداوي للعبة. لكنها تعاني من تكرار وإزعاج في بعض الأصوات (مثل صوت التفكيك)، ومستويات صوت غير متوازنة.

المزايا
- توجه فني جميل ومرئيات رائعة.
- مكتبة واسعة من التطويرات.
- حرية تفكيك وجمع المواد جيدة.
العيوب
- قيود السفر والوقود تكسر الإيقاع.
- عدم تخصيص أو توسيع السفينة.
- التكرار في أعداء وذكاء ضعيف.
- عالم مفتوح لكنه ميت الإحساس.
- عيوب تقنية ومشاكل في أداء.
الانطباع
الانطباع
The Last Caretaker تملك فكرة جميلة وطابع بقاء مختلف، لكنها في وضعها الحالي مليئة بالمشاكل التقنية وضعف المحتوى، ما يجعل من الصعب التوصية بها الآن. لو اهتم الأستوديو بالتحسينات القادمة فقد تتحول لتجربة واعدة، لكن الأفضل هو الانتظار حتى تنضج أكثر قبل تجربتها.




