مراجعة Reus 2

نبذة عن اللعبة
Reus 2 – Tested on PC
تقدّم ألعاب الاستراتيجية تنوعًا هائلًا، ومهما كان نوع التجربة التي تفضلها ستجد عنوانًا يلبي طلبك. واليوم لدينا تجربة مميزة تقدّم شيئًا مختلفًا ونادرًا في الساحة، وهي Reus 2. بعد سنوات طويلة من الغياب، تعود سلسلة Reus إلى الواجهة عبر هذا الجزء الثاني، لتستحضر مزيجًا فريدًا بين الاستراتيجية والتخطيط العميق القائم على الأدوار.
الجزء الثاني لا يتخلى عن جوهر الفكرة الأصلية، وهو بعث الحياة على كوكب جديد باستخدام مجموعة من العمالقة، لكنه يقدمها هذه المرة بأسلوب أدوار ويركز على التناغم بين خلق الموارد، احتياجات البشر، وموازين الطبيعة، في تجربة استراتيجية لا تشبه ما اعتاد عليه اللاعبون.

القصة
تبدأ أحداث Reus 2 بلا سرد معقد أو حكاية درامية. كل ما لديك هو هدف واضح ومباشر: بناء نظام شمسي جديد وإحياء كواكبه الميتة باستخدام ثلاثة عمالقة يمثلون ثلاثة عناصر مختلفة: الماء، النباتات، والصحاري، يتحكم بهم اللاعب.
لا تتوقع هنا أي حوارات أو نصوص لاكتشافها، بل كل شيء مبني على تطور العصور، حيث تنطلق الحضارات من العصر القديم ثم تعبر إلى عصر أكثر تطورًا، ومع كل حقبة تواجه مجموعة من الأهداف التي يجب تحقيقها حتى يسمح لك بالتقدّم إلى المرحلة التالية.
المطالب البشرية محدودة وبسيطة؛ فالبعض يريد الثروة، وآخرون يطمحون للهيمنة أو التوسع أو الحفاظ على التوازن البيئي. هذه الرغبات تؤثر على طريقة اللعب أكثر من كونها جانبًا سرديًا. ورغم أن القصة ليست عاطفية ولا تحاول ترك أثر طويل الأمد، إلا أن تصميم التقدم المرحلي ذكي ويجعل كل عصر وكل كوكب يحمل خصوصيته، ما يمنحك إحساسًا حقيقيًا بالتطور من خلال اللعب نفسه، لا من خلال النصوص. في النهاية، تقدم اللعبة قصة بسيطة لكنها غامرة بما يكفي للحفاظ على وتيرة استراتيجية ممتعة، وتقدّم تحديًا يعتمد على التخطيط وإدارة التوازن أكثر من السرد التقليدي

أسلوب اللعب
تعتمد Reus 2 على المبدأ التقليدي للسلسلة مع لمسات تجديدية تلائم ألعاب هذا الجيل. تتحكم بثلاثة عمالقة لإعادة تشكيل الكواكب عبر وضع البيئات الحيوية والعناصر الأساسية مثل النباتات، الحيوانات، والمعادن.
الأسلوب الأساسي يرتكز على التناغم أو التآزر؛ فالعناصر التي تضعها لا تعمل بشكل منفصل، بل تتفاعل وتتدرج ضمن سلاسل من التأثيرات المتتالية. ومع كل تفاعل ناجح، تشعر بإحساس واضح بالتطور والسيطرة نابع من تخطيطك الأولي، وليس من التدخل العشوائي.
رغم أن طريقة اللعب تبدو بسيطة (حيوان يمنح السكان مصدر أكل، نبات يعزز العلم، معدن يوفر الثروة)، يظهر التعقيد الحقيقي عند مواجهة محدودية المساحة وأهمية تمركز كل عنصر وتأثيره المباشر على ما يجاوره. كل دور أشبه برقعة شطرنج ثلاثية الأبعاد تحدد فيها خطوة خاطئة مصير الحقبة كاملة.
لا يوجد مؤقت صارم، لكنك مقيد بالأدوار التي تُقاس بعملة البنفسجية، المستخدمة لتنفيذ الأفعال، ما يجبرك على إدارة ميزانيتك وتحديد اللحظة المناسبة لكل قرار. هذا الجانب يضيف عناصر الروقلايت، ويجعل كل عالم مختلفًا ويزيد من قيمة إعادة اللعب.
مع ذلك، ومع تقدم ساعات اللعب، تبدأ علامات التكرار بالظهور؛ فبمجرد تجربة معظم الأشياء في إحدى المراحل قد يفقد اللاعب الدافع لإكمال كل المستويات، ما قد يدفع بعض اللاعبين للتوقف قبل الوصول إلى نهاية المحتوى الكامل.

الصوتيات والمرئيات
يحافظ Reus 2 على جوهر هويته الفنية المميزة بالراحة البصرية، لكنه هذه المرة أكثر حيوية وديناميكية مقارنة بالجزء الأول. تعتمد اللعبة على أسلوب بصري يشبه الألوان المائية، حيث تبدو الخرائط كلوحات مرسومة بعناية، مليئة بالتفاصيل الدقيقة، والألوان زاهية لكنها متناسقة، ما يمنح كل منطقة طابعها الخاص دون الإخلال بالتوازن العام.
من ناحية الصوت، تبقى الموسيقى التصويرية هادئة وخفيفة، توفر خلفية صوتية غير مشتتة لا تزاحم عملية التفكير والتخطيط، وهي جوهر اللعبة.
أما من ناحية الأداء، فالأمور مستقرة بشكل كبير، نظرًا لعدم اعتماد اللعبة على رسومات متقدمة تثقل الأجهزة، ما يجعل الأداء سلسًا جدًا دون مشاكل في الإطارات.

المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 8
8
تعود Reus 2 كتتمة تحافظ على روح اللعبة الأصلية، لكنها أكثر نضجًا ووضوحًا، مع نظام أدوار يمنح مساحة للتخطيط الهادئ دون ضغط الزمن. تتحكم في عمالقة لإعادة الحياة للكواكب عبر عناصر طبيعية، مع تجربة استراتيجية عميقة تعتمد على التناغم وإدارة الموارد. تجربة ننصح بها لكل من يبحث عن شيء جديد ومميز في الألعاب الاستراتيجية.




