نبذة عن اللعبة

حول اللعبة

تأتينا Hollow Knight: Silksong من الفريق المحبوب Team Cherry مطور الجزء الأول Hollow Knight. وتُعتبر Silksong من أكثر الألعاب المنتظرة هذا العام، وقد حققت أرقامًا قياسية، خصوصًا بالنسبة للعبة إندي. بعدما حققت أكثر من 500 ألف لاعب متزامن على منصة ستيم وحدها، وذلك دون احتساب عدد اللاعبين على منصتي نينتندو وبلايستيشن او جيمباس. و توفرت بسعر 20 دولارًا فقط في زمن انتشرت فيه تسعيرة الـ 70 و80 دولارًا. فهل حقًا اللعبة تستحق كل هذه الإشادة؟ ولماذا؟ ما الذي يجعلها مميزة إلى هذه الدرجة؟

القصة

يمكن تصنيف اللعبة كلعبة سولز و كعادة ألعاب السولز، القصة غامضة وموزعة على فقرات عليك تجميعها. طبعا يمكنك الانطلاق في لعب هذا الجزء بدون لعب الجزء الأول، لكن هناك بعض الأحاجي والقصص المترابطة بـ Lore الجزء الأول، الذي لعبنا فيه بشخصية “هولو”، المتجول، ابن الملك في محاولة لإنقاذ مملكة Hallownest.

فيه نقابل عدة شخصيات، منها “هورنت” أو Hornet، وهي الأخت غير الشقيقة لهولو، وتكون أيضًا بطلة الجزء الثاني، وهي شخصية جد مثيرة للاهتمام.

تبدأ لعبتنا حيث نرى أن “هورنت” محتجزة من قبل ما يبدو أنهم حراس ملكيين، ويتم نقلها إلى مملكة جديدة كليًا، وهي أكثر بريقًا ولمعانًا من Hallownest، التي تتميز بطابعها المظلم والسوداوي.

وفجأة أثناء نقلها، يتم مقاطعة القافلة بأسلاك من حرير، فيتم تحريرنا ونسقط إلى الهاوية، فننطلق في رحلة جديدة للارتقاء والوصول إلى القلعة أو Citadel لمعرفة سبب سجننا وإحضارنا إلى هذه المملكة، التي نشعر وكأننا متصلين بها نوعًا ما، ولو أنه لا تجمعنا بها أي علاقة على حد علمنا.

نقابل العديد من الشخصيات، منها الحليف “شاكرا” Shakra، وهي محاربة ويمكن شراء الخرائط منها، ونقابل أيضًا الأعداء مثل “لايس” Lace، التي تبدو وكأنها طفلة مدللة، أو هذا ما ظننته، عمومًا نترك لكم حرية استكشاف خبايا هذا العالم، فهو ضخم وواسع ومليء بالأسرار.

أسلوب اللعب

هو أهم عنصر في لعبتنا، فماهي Hollow Knight التي يمكن تشبيهها بـ Dark Souls لكن بطابع 2D، الذي ألهم العديد من الألعاب بعدها وكان مدخلًا للكثير من اللاعبين لهذا النوع من الألعاب.

فاللعبة من نوع Metroidvania، أي عليك التنقل بين مناطق و العودة لمناطق سابقة، وفي طريقك خلال رحلتك ستستكشف العديد من المهارات، نذكر منها :

• الانزلاق في الهواء أو Glide، وهي حركة تسمح لنا بالبقاء في الهواء لفترة معينة بدل الوقوع مباشرة.
• التسلق على الجدران أو Wall Jump، شبيهة بما جاء في الجزء الأول .

الخطوة السريعة أو Dash، والتي تسمح لنا بالتنقل بسرعة من مكان لآخر والوصول لأماكن لم نصلها من قبل.

يمكنك أيضًا فتح مهارة جديدة كليًا، وهي إمكانية إطلاق الإبرة الخاصة بـ “هورنت” للتعلق بالحواف أو نوع من الخواتم، ما يضيف بعدًا جديدًا كليًا للبلاتفورمينغ الممتاز في اللعبة.

غير ذلك، تم إضافة كم لا بأس به من الأسلحة الجديدة كليًا، حيث تعتبر الإبرة الخاصة بـ “هورنت” سلاحك الرئيسي والمسؤول عن الضرر الأساسي، أما الباقي فهي أسلحة ثانوية لها حد من الاستعمال، منها ما يُنصب كالفخاخ، ومن لعب الجزء الأول سيتذكر هذه الخاصية من “هورنت”، كما يمكن إطلاق بعض السهام أو استخدام بعض الرماح وغيرها.

ومثل الجزء الأول، يوجد ما يُدعى بـ Shard، وهي عبارة عن تمائم أو أحجار تعطيك قدرات معينة، منها ما يزيد الضرر، وأخرى تظهر مكانك في الخريطة، وأخرى تقلل من ضرر النار، وغيرها.

لكن ما أعجبني صراحة هو أنه بإمكانك تغيير أسلوب لعبك تمامًا عن طريق تغيير Crest، وهذا يضيف بُعدًا آخر إلى أسلوب اللعب، فهي تقوم بتغيير الحركات الأساسية للشخصية.

فمثلًا، في البداية نمتلك ما يسمى بـ Hunter Crest، ولديها مدى طويل للضرب، وعند الضرب لأسفل يجب أن تضرب يمينًا أو يسارًا، لا يمكن الضرب لأسفل تمامًا، ما يجعل البلاتفورم صعبًا، لكن قتال الزعماء أسهل نوعًا ما.

ومع تقدمي فتحت Reaper Crest وغيرت أسلوب لعبي، فعند تفعيل قدرتها يزداد الضرر الخاص بي، ولدى ضربتها مدى أكبر، لكن ضرباتها ثقيلة نوعًا ما. فوجدت نفسي أغير بينها، والكل حر في اختيار الأسلوب الذي يناسبه.

والآن إلى أهم نقطة في أسلوب اللعب قتال الزعماء.

كل ما يمكنني قوله: أنه أسطوري ويقدم تحديًا أكبر وأصعب بكثير من الجزء الأول.

ويا لها من متعة وشعور بالرضى بعد قتل زعيم قتلك لعشرات المرات، فعلًا متعة لا تجدها إلا في ألعاب السولز. فكيف لي أن أنسى زعماء مثل Widow و Lace وغيرهم؟ أنتم مقبلون على قتالات لا تُنسى.

عتبي الوحيد هو طريق الوصول إلى بعض الزعماء، فأحيانًا يكون المقعد بعيد جدا، ولا يمكنك فعل شيء غير القيام ببعض البلاتفورم للوصول للزعيم، ما يجعلنا في الكثير من المرات نصل بنصف الحيوية أو يُهاجمنا الأعداء في الطريق، فيصبح الأمر مزعجًا و صعبا.

بالحديث عن الأعداء العاديين، فهناك تنوع كبير جدًا لدرجة أنه يوجد حوالي 150 نوعًا من الأعداء، لكلٍ منهم هجماته وطريقته الخاصة والضرر الذي يسببه.

هناك من يسبب ضررًا لقناع واحد من الحيوية، والكثير من الأعداء يسببون الضرر لقناعين كاملين، وهذا ما يجعل اللعبة أكثر صعوبة. ناهيك عن أنه حتى بعد المرور بـ 12 خريطة كاملة وأكثر من 9 ساعات لعب، لم أستطع حتى إضافة قناع واحد إلى Health Bar.

ففعلاً شعرت أن اللعبة نوعًا ما لا تُكافئك كثيرًا على محاولة استكشافك، أو يمكن القول إنها تحاول أن تجعلك تطوّر نفسك وتُكافئك بأشياء تحسّن من طريقة لعبك، لكن لا تمنحك أفضلية كبيرة مثل مضاعفة الضرر أو إضافة العديد من الأقنعة لحيويتك، وكأنها رسالة من المطورين تقول لنا: git gud.

وهو ما تقوله لنا “هورنت” أيضًا، أحببت هذه الحركة صراحة.

التوجه الفني

تميّز الجزء الأول من Hollow Knight بالسوداوية والأماكن المظلمة جدًا، وهذا ما أعطى شعورًا بالرهبة من المكان. وكذلك الجزء الثاني لا يخلو من هكذا أماكن، لكن تتواجد العديد من الأماكن المضيئة والمشبعة بالألوان، ما يعطينا شعورًا أننا فعلاً غيرنا المملكة من Hallownest إلى Pharloom، التي تتميز بمخلوقات جديدة كليًا وأماكن مختلفة تمامًا.

ولأكون صريحًا، أعجبني التوجه الفني في الجزء الثاني أكثر من الجزء الأول، فهو أشبه بالانتقال من عالم Dark Souls 2 الموحش إلى Elden Ring العالم المضيء الخلاب. لكن هذا لا يعني أنها تخلو من تلك الأماكن المفزعة التي تجعلك تخاف ولا تستطيع الانتظار لمغادرتها. غير ذلك، فكل شيء من الناحية الفنية في هذه اللعبة جميل وساحر بطابعه الخاص، من شخصيات إلى الأماكن إلى المشاهد السينمائية. ففعلاً نحتاج المزيد من Hollow Knight، كل ما يمكنني قوله: ساحر.

الصوتيات والموسيقى

كيف يمكن للعبة ليس بها كلمة واحدة أن تسحرنا إلى هذه الدرجة؟ غناء شخصية مثل “شرما” Sherma، الذي يبدو بصوت طفولي، يجعلك تنسى وحشية العالم الذي أنت فيه. أو دعوني أحدثكم عن الأمان الذي تشعر به عند اقترابك من المحاربة “شاكرا”، وهي من تعطيك خريطة للمكان، فعند سماع صوتها تشعر وكأنك لم تعد ضائعًا بعد الآن.

أما الباقي، مثل المعزوفات عند فتح مقعد جديد، أو موسيقى الزعماء، فهي أسطورية وتبقى عالقة في ذهنك، خصوصًا بعد أن يتم مسح الأرض بك لأكثر من 50 مرة.

الأداء التقني

شكر كبير لاستوديو Team Cherry، خصوصًا بجعل لعبتهم متاحة للجميع بكل ما للكلمة من معنى. فلم يكتفوا بتسعيرها بـ 20 دولارًا فقط، بل وفروها على جميع المنصات، حتى الجيل السابق، ويمكن تشغيلها على عدة حواسيب بمواصفات معقولة. وذلك كما تم تطويرها على محرك Unity والتحسين الممتاز.