مراجعة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater

نبذة عن اللعبة

Metal Gear Solid Delta: Snake Eater – Tested on PS5
القصة و الإخراج مازالا معياران في كتابة القصص و صياغة المشاهد السينمائية
كشخص لم يلعب النسخة الأصلية من Metal Gear Solid 3 دخلت Delta متحمسا لمعرفة أحداث واحدة من الألعاب التي توصف بكونها من أفضل ماشهدته صناعة الألعاب كتابيًا، و من هذا الجانب اللعبة لم تخيب توقعاتي، فبدون حرق لمن لم يلعب اللعبة الأصلية، إليك أبرز المعلومات التي تحتاج أن تعرفها عن الأحداث قبل الانطلاق في المغامرة :
تُعد أحداث Metal Gear Solid Delta هي الأولى في السلسلة من حيث الفترة الزمنية، أي أنك لست مطلبا بلعب أو معرفة أحداث أي جزء آخر، يمكنك خوض تجربة الجزء الثالث مباشرةً.
سنلعب دور Naked Snake وهو عميل خاص لدى CIA الأمريكية، والذي ينطلق في مهمة سرية لإنقاذ Sokolov وهو عالم سفياتي مختطف من القوات السوفياتية للمساهمة في تطوير أسلحة خاصة وخطيرة، لكن هناك الكثير من الأحداث التي تقع نتيجةَ لهذه المهمة.
نظرا لحادث معين خلال هذه المهمة، يُطالب الإتحاد السفياتي من الولايات المتحدة الأمريكية إثبات براءتها، خاصةَ أننا فيما يعرف بفترة الحرب الباردة، لترسل الولايات المتحدة Naked Snake في هذه المهمة السرية، والتي يمتلك فيها بطلنا مهلة زمنية قصيرة لإنجازها تجنبا لاندلاع حرب عالمية ثالثة مدمرة.

كيف ربط Kojima الخيال العلمي مع تجربة تسلل واقعية يقودها عميل سري طبيعي ؟
هذا السؤال طرحته على نفسي كثيرا، كشخص لم يجرب الجزء الثالث، إستغربت من الأشياء الغريبة التي أراها في العروض فهناك شخصيات تمتلك قدرات خارقة، كشخصية The Pain وقدرته على التحكم في أسراب النحل، أو Volgin الذي يمتلك قدرة على توليد موجات كهربائية مدمرة وغيرهم، هذا الفريق يدى بالـ Cobra Unit، وهم أعضاء يتميزون بقدرات خارقة إما نتيجة لتجارب علمية أو طفرات جينية، فكل عضو يمثل تحديًا في مشوار بطلنا Naked Snake والذي لا يمتلك أي قدرات خارقة بل عليه أن يواجه الـ Cobra Unit بذكاءه و مهاراته التي تعلمها من The Boss (أستاذته). في العموم فإن اعتماد كوجيما على ربط الخيال العلمي بهذا الشكل في تجربة تسلل واقعية مرتبط بفلسفة المخرج الياباني في خلق تجربة مختلفة عن أي لعبة تسلل أخرى، و طريقة إبراز هذا الجانب كانت مقنعة و فريدة من نوعها، ما جعل مواجهة كل عضو في فريق Cobra Unit تشكل تحديا جديدا و مختلفا، و هو ما يميز سلسلة Metal Gear عن غيرها.

بشكل عام قصة Metal Gear Solid 3 ممتازة و فريدة من نوعها، وهي تحتاج فقط لبعض الصبر و التركيز، فالبداية قد تكون بطيئة قليلا مع الكثير من التعليمات و الشرح، و المشاهد السينمائية بشكل عام طويلة فعلًا، لكن و رغم مرور أكثر من عقدين من الزمن مازالت Metal Gear تقدم قصة ممتازة بكافة جوانبها.
ما يدعم القصة القوية هو أسلوب الإخراج، في الريميك المشاهد السينمائية هي نفسها القديمة لكن برسومات مطورة و محسنة بصورة تواكب عصرنا الحالي، ورغم ذلك يبقى الإخراج رائعًا، أفضل من الكثير من الألعاب الضخمة التي تصدر اليوم، رغم أن أساسه يعود إلى سنة 2004، حيث ظليت منغمسًا مع كل مشهد وكل حوار مكتوب بعناية، فالحوارات غير مملة رغم طول بعضها، و المشاهد جودتها عالية سواءً في اختيار زوايا الكاميرا والتصوير، أو في الجودة الرسومية التي ستنتاول الحديث عنها في جانب الرسومات بعد قليل.

إذا كانت القصة و الاخراج هما أفضل عنصران في ريميك Metal Gear Delta فهذه مشكلة!
ماذا يعني هذا؟ يعني أننا نلعب Remake، وماهو الريميك؟ هو إعادة تطوير لعبة من الصفر، مع إعادة ميكانيكيات اللعب بشكل كامل إضافةً إلى مواكبة الرسومات و الصوتيات و الأنيمشن لحصرنا الحالي، دون المساس بالقصة، لكن في Metal Gear Solid Delta فريق Vertuos حافظ على القصة فقط، و طور الرسومات دون تكفل عناء تطوير الجوانب الأخرى بدايةً من أسلوب اللعب.

أسلوب اللعب
جيمبلاي قديم و التطويرات عليه محدودة للغاية
أسلوب اللعب في Metal Gear Solid Delta قديم للأسف و لا يواكب العصر الحالي، فصحيح أن اللعبة وفرت هذه المرة إمكانية اللعب من منظور الشخص الثالث بدل المنظور الكلاسيكي (الذي يبقى خيارًا متاحًا) لكنها فشلت في الكثير من الجوانب الأخرى :
- الكاميرا
الكاميرا في الريميك علامة استفهام، في النسخة القديمة من Metal Gear لم يكن بالامكان رصد مكان الأعداء بسبب الكاميرا، لكن الآن و في 2025 مازلت غير قادر على معرفة مكان عدو إلا إذا قابلته وجها لوجه، ففي عدة مرات تم رصدي عند الاستدارة في Hallway لأن العدو موجود هناك، ولا يوجد أي طريقة لأعرف ذلك، لم يضيفوا حتى إمكانية إلقاء نظرة سريعة من حافة الجدار، لكن في النهاية يبقى منظور الشخص الثالث أفضل طريقة لتجربة الريميك عليه، الأمر و مافيه أن أسلوب تنفيذه لم يكن موفق.

- تغيير الأسلحة و المعدات
في ريميك Metal Gear Solid Delta إذا رغبت في تغيير سلاحك، فاعلم أنه لا يوجد قائمة تغيير سريعة بضغطة زر، بل عليك فتح قائمة الأسلحة و اختيار سلاحك الجديد بالتدريج، نفس الشيء بالنسبة للمعدات مثل البوصلة و غيرها، فكيف لريميك أن لا يغير بديهيات كان من السهل تقبلها في سنة 2004 وليس في سنة 2025.
- رفع الصحة
كيف تتوقع أن ترفع صحتك في ريميك Metal Gear ؟ عبر شرب قنينة دواء؟ أم عبر وضع كمادات؟ أم عبر التدخين؟ أم النوم؟ ولا واحدة! إذا أردت علاج نفسك و رفع مقدار صحتك فهناك الكثير من الخطوات:
– أولا : إذا تضررت عليك أن تعالج نفسك عبر فتح قائمة المعالجة، والتي تحتوي على عدة خطوات عليك إنجازها كإزالة رصاصة أو شرب مهدئات ثم وضع كمادات و غيرها حسب نوعية الضربة.
– ثانيا : عليك أن تأكل ثعابين، نعم وحتى جرذان، أو غيرها من المخلوقات و الأطعمة، هنا ستفتح قائمة خاصة بالطعام مع شاشة تحميل لعملية الأكل مع سماع صوت سنيك يتناول وجبته، هذا لرفع الستامينا لأقصى درجة ممكنة.
– ثالثا : الآن بعد رفع الستامينا عليك أن تنبطح و تبذل أقل مجهودممكن، أو حاول ألّا تقاتل كي لا تتلقى ضررا، حينها مقدار صحتك سيبدأ بالارتفاع ببطئ شديد، طبعا سيستغرق وقتًا، و إذا تقلصت الستامينا بالكامل طبعا لن يرتفع مقدار صحتك أبدًا.
شخصيا لم يعجبني هذا النظام بتاتًا بل أراه مزعج في معظم الأحيان.

- شاشات التحميل
بالحديث عن شاشات التحميل (السوداء) فهي كثيرة في الريميك، كثيييرة جد، فحتى لو كانت المهمة في منطقة واحدة قد تواجهك شاشة تحميل فقط لأنك دخلت إلى شرفة، فمع كل مكان في منطقة ستواجهك شاشة تحميل تماما مثل النظام القديم … بدون تعليق.
- حركة سنيك!
حركة البطل Naked Snake بطيئة جدًا، لا تستطيع أن تركض بشكل أكبر مثلا، بل تستطيع أن تمشي، تنحني، أوتركض لكن بشكل بطيء، لا تتوقع أن يتاح لك زر للركض بشكل أسرع، نقطة أخرى لم يضفها الأستديو في الريميك.
- التصويب
التصويب في اللعبة أيضا يبدو قديما نسبيا، أو ربما شاهدنا ريميكات أحسن منه بمراحل.

لكن هنا نقاط أخرى تجعل أسلوب اللعب ممتعًا
أولها الأفكار : فرغم قدم اللعبة الأصلية (2004) إلا أنها تحتوي على أفكار لا نجدها في ألعاب اليوم، و يبقى التخفي فيها ممتع جدًا، مثل الاختباء أسفل الأسرة، أو إسقاط خليات النحل فوق الأعداء (خليات و ليس خلايا عند الحديث عن النحل)، بالإضافة إلى أفكار الزعماء و الذين يتطلبون تسللا مستمرا للإطاحة بهم، تصميم المراحل بشكل عام كان مميزا و أدوات Naked Snake أتاحت عدة أساليب للعب والتسلل: سلاح التنويم، أو السلاح الناري ، مع إمكانية تفعيل كاتم الصوت، أو ارتداء مستشعر الحركة و غيرها …
ثانيا تأثير اللباس على احتمالية رصد الأعداء لك: فكرة لا نراها كثيرا و Metal Gear طبقتها بشكل ممتاز، فاللباس التي ترتديه يمكن أن يزيد من تخفيك و قدرتك على التسلل، فأنت مطالب بارتداء أزياء تشبه البيئة التي تتواجد فيها، طينية أو عشبية أو ثلجية مثلا، هناك نسبة مؤوية أمام كل لباس، كلما ارتفعت كلما كانت احتمالية رصدك أصعب.

إضافة Ape Escape أضافت طعم خاص للتجربة
من أكثر الإضافات التي شدتني في Metal Gear Solid Delta هي عودة مهمة صيد القرود الشهيرة والمستوحاة من سلسلة Ape Escape الكلاسيكية. في هذه المهمات الجانبية وجدت نفسي أطارد مجموعة من القرود الهاربة داخل بيئات متنوعة جربناها داخل اللعبة الاصلية، معتمداً بشكل كامل على التسلل واستغلال مهارات سنيك الخاصة بدل الدخول في مواجهات مباشرة.
ما أعجبني أكثر هو المزيج بين الطابع الكوميدي والتحدي، فتصرفات القرود وردود أفعالها الطريفة تضيف لمسة خفيفة، بالنسبة لي كانت هذه التجربة ممتعة للغاية.


الأداء التقني و الرسومات
تقنيا Metal Gear Solid Delta لم تكن سيئة حسب تجربتنا، فاللعبة تعمل على 60 إطار على PS5، قد تنخفض قليلا في بعض المناطق لكنها بشكل عام جيدة ، طبعا تدعم اللعبة وضع الأداء بستين إطار و 1080p فقط، أو وضع الأداء بدقة أعلى و ثلاثين إطار في الثانية، من جانب آخر لم تواجهنا أي مشاكل تقنية تستحق الذكر.
تدعم اللعبة مزايا وحدة التحكم اللاسلكية Dualsense، الاستخدام لا بأس به لكنه ليس الأفضل.
الذكاء الاصطناعي للأعداء متفاوت بشدة، فأحيانًا يكشفونك من بين الأغصان حتى لو كنت منبطحًا، تتلقى إشعارا بوجود شكوك من حولك، بشكل غريب يطرح علامات استفهام كثيرة، هل تحركت؟ هل أرتدي ثوبًا خاطئا؟ هل أصدرت صوتا؟ و أنت تعلم أنك لم تخطئ، و من جانب آخر قد لا يتم كشفك حتى لو كنت أسفل بالضبط، لكن الأرجح أن يتم كشفك بصورة أسرع في معظم الأحيان، شخصيًا لم يزعجني هذا الأمر كثيرا كعاشق لألعاب التسلل خاصةً حينما تقدم تحدي رفيع المستوى، لكن ليس بأن يكون غير موزون أو مبالغ في صعوبته وأيضا في سهولته.
الرسومات في Metal Gear Solid Delta جميلة جدا ، فالتفاصيل أصبحت أوضح وتواكب الألعاب الحالية خاصة من ناحية المشاهد السينمائية، لكن الأنيمشن يبقى بمستوى هزيل ولا يليق بريميك ضخم صادر سنة 2025.

التصميم الصوتي
هناك الكثير ليقال هنا، لكن سنختصره في نقطتين :
الأداء الصوتي للشخصيات هو نفسه الأداء الصوتي الموجود في النسخة الأصلية، فريق Virtuos لم يستعن بمؤدين صوتيين جدد، لا شك أن الأداء الصوتي للممثلين الأصليين كان أيقوني، لكن هل يمكن اعتبار هذه النقطة كسل من الأستديو أم رغبة في الحفاظ على جوهر الممثلين الأصليين ؟
من ناحية أخرى كان التصميم الصوتي جيد إلى مقبول من حيث البيئة و الإنفجارات و الرصاص و غيرها. – أيضا استعانت اللعبة بنفس موسيقى و أغاني اللعبة الأصلية و التي كانت جيدة بلا شك.

المزايا
العيوب
الخلاصة
التقييم - 7
7
أعادت Metal Gear Solid Δ سرد واحدة من أفضل قصص الألعاب على الإطلاق، لكنها فشلت في تقديم ريميك حقيقي، فهي تبدو أقرب إلى ريماستر برسومات محسّنة، بينما ظلّ أسلوب اللعب قديمًا وغير مواكب لمتطلبات ألعاب اليوم. باختصار، اللعبة موجهة بدرجة اولى لمن فاتهم خوض تجربة الجزء الثالث، أما إذا كنت تنتظر تجربة تنافس الريميكات الحديثة، فاستعد للكثير من الإحباطات.