نبذة عن اللعبة

القصة — بين الغموض المفرط و فقدان الدافع

حين بدأت رحلتي في اللعبة ظننت أنها محاكاة لحياة ثعلب بري، و ذلك بسبب غياب أي إشارات دون هدف واضح، فاللعبة تعتمد على السرد الصامت والرمزيات البصرية مدعومة ببعض المشاهد الخفيفة الخالية من النصوص أو الحوارات، و رغم أن الفكرة قد تبدو مميزة إذ تتيح للاعب تفسير القصة بطريقته الخاصة لكن ليس هنا فنحن ناعب بثعلب، لعبت لساعات من دون أن أفهم ما المطلوب مني أو ما هو الهدف، مما جعل القصة تفقد تأثيرها كليا وبصراحة لم تثر اهتمامي على الإطلاق، حيث كان من الأفضل تقديم دافع بسيط أو هدف واضح يُبقي اللاعب مندمجا ، في النهاية، اللعبة تتمحور حول رحلة ثعلب لإنقاذ أرواح حراس مفقودة ضمن حضارات منسية.

أسلوب اللعب

تخصيص الشخصية

لما ضغطت زر البداية في Spirits of the North 2 اكتشفت بأنني قادر على تخصيص ثعلبي بالشكل اللي أريده، ولو أن التخصيص بسيط وغير عميق، لكنه موجود، طبعا يمكنك تعديل حجم وشكل العينين، الفك، الأنف، الذيل وغيرها من الخيارات التجميلية البسيطة.

بلاتفورم جيد لكن …

بعد التخصيص انطلقت في عالم اللعبة الغريب والجميل في نفس الوقت، مع سلاسة واضحة في التحكم، فاللعبة تحتوي على ميكانيكيات قفز وبلاتفورم جيدة جدا، سواء بين الأحجار أو المناطق المختلفة.

غياب التوجيه

اللعبة لا تخبرك أين تذهب أو ماذا تفعل، بل ستضيع في أحيان كثيرة، فأنت تلعب بثعلب ولا توجد حوارات تقودك أو توجهك، مما يشجع على الاستكشاف رغم أن اللعبة خطية، هناك إمكانية للعودة والتقدم إلى مناطق متفرقة من العالم لكن الاستكشاف لم يكن محفزا .

مستوى الألغاز

اللعبة تعتمد بشكل كبير على الألغاز وتجاوز العقبات، مع خطر محدود أغلبه يتعلق بتلقي الضرر أو السقوط من المرتفعات، في العموم مستوى الألغاز بشكل عام كان عادي جدا وغير مميز.

تصميم المراحل

تصميم المراحل بسيط جدا، ولا أخفي أنني في عدة مرات لم أكن أعلم ماذا أفعل، أو أين أذهب، أو إن كان يجب أن أعود أو أواصل التقدم، كثيرا ما وجدت عناصر لا أعرف فائدتها، مما زاد من شعوري بالضياع.

التوجه الفني — عالم جميل ينبض بالحياة

من الناحية البصرية اللعبة أفضل مقارنة بالجزء الأول، عالمها جميل و الألوان زاهية، تفاصيل مثل حركة العشب مع الرياح و المياه الجارية و طريقة تفاعل الثعلب مع البيئة (من نومه حين تترك وحدة التحكم إلى نظرته نحو أجسام معينة) تساهم في إضفاء لمسة حمي على مغامرة صامتة، حتى لقاءاتك مع ثعالب أخرى تمنح إحساسا بحيوية العالم رغم غياب السرد المباشر. في العموم الرسومات ليست ثورية إلا أن توجهها الفني يجعل منها تجربة بصرية جميلة.

التصميم الصوتي

التصميم الصوتي في اللعبة جميل جدا من أصوات الطبيعة الخلابة إلى المؤثرات الصوتية المرتبطة بحركة الثعلب والعالم من حوله، خاصة في ظل غياب الحوارات والنصوص، فأصوات حفيف الأشجار، خرير المياه، و صوت خطوات الثعلب أو ضُباحه (صوته) صُممت بعناية لتجعل كل منطقة في اللعبة مميزة صوتيا و كذا اختلاف الصدى بين المناطق المفتوحة و المغلقة . من حهة أخرى الموسيقى الهادئة كانت هادئة و تتماشى تماما مع أجواء اللعبة .