نبذة عن اللعبة

القصة

تروي لنا اللعبة قصة شاب يدعى Shingi ، وهو Hikikomori يعيش في شقته وحيدا بمدينة بطوكيو ، ليواجه مخلوقا غريبا يتربص به خارج شقته يدعى هياكومي Hyakume ، المستوحى من الاساطير اليابانية .

 الهيكيكوموري Hikikomori هي ظاهرة اجتماعية معروفة في اليابان تطلق على الاشخاص الذين ينسحبون تماما من الحياة الاجتماعية ولا يغادرون منازلهم لأشهر أو لسنوات دون أي اي تفاعل مباشر مع المجتمع ، وهنا تعطيك اللعبة فرصة لتعيش جزء من تجربة أحد الاشخاص الذين يعانون من هذه الظاهرة .

السرد القصصي

أحد ابرز عناصر اللعبة هو السرد القصصي ، و مما لاحظته في ألعاب BROKEN LORE ، هو قدرتهم على سرد قصة بطريقة متسلسلة تشد الانتباه من الدقائق الاولى مهما كان نوع الموضوع الذي تعالجه. تسلسل الاحداث ، التفاصيل الصغيرة ، الحوارات المتقنة ، وحتى المشاهد السنيمائية القصيرة ، جميعها ساهمت في بناء ترابط عاطفي بين اللاعب وشخصية SHINJI ، كما تجعل اللاعب يشعر بانه يعيش داخل عقل الشخصية تماما ، البيئة تسرد في تفاصيلها جزء من أسلوب حياة الـ HIKIKOMORI ، كما أن ظهور الكائن هياكومي لم يفسر ولم يشرح بشكل صريح وواضح ، الا ان اللعبة تمكنك من استنتاج ماهيته بسبب الطابع السردي المميز و ما الذي يجسده هذا الكائن حقيقة بالنسبة لـ shinji .

استطعت الوصول إلى نهايتين مختلفتين في اللعبة تجسدان الصراع الداخلي المؤلم لأصحاب هذه الظاهرة، وهي مبنية على قرار اللاعب ، القصة كانت جد معبرة وهادفة وتعالج البعد والعمق النفسي لمشكل واقعي، لكنها قصيرة نوعا ما وقد لا ترضي بعض اللاعبين عند نهايتها .

أسلوب اللعب

مرة أخرى أثبت المطورون تميزهم في خلق أسلوب لعب مميز و أجواء موترة ومرعبة ، مستغلين مجموعة من العناصر و النقاط التي نجحت في خلق جو متوتر مع شعور بالعزلة ، اللعبة تقدم تجربة سردية مميزة تعتمد على الاستكشاف والتفاعل مع البيئة المحيطة بأسلوب لعب يأتي من منظور الشخص الأول مع تحكم بسيط وسهل ، ومن أهم العناصر التي يمكن ذكرها في هذا الصدد :

• تصميم الغرفة الضيق والمحدود يعزز شعور العزلة والتوتر ، واستخدم بذكاء لخلق توتر نفسي دائم لدى اللاعب، وحتى عند الخروج لمرحلة اخرى خارج الشقة ، المطورون استطاعوا تعويض ذلك بمطاردات على أعلى درجات التوتر.
• غياب التوجيهات المباشرة، فاللعبة لا تملي على اللاعب ما عليه فعله، بل يعتمد التقدم على تلميحات ذكية ومدمجة في تصميم العالم، ما يبرز براعة المطورين في تقديم تجربة تعتمد على الاستنتاج دون الحاجة لتوجيهات واضحة قد تفسد التجربة.
• لا تعتمد اللعبة على الفزعات التقليدية (Jump Scares)، بل تركز على الرعب النفسي المتزايد تدريجيا كما هو الحال لألعاب BROKENLORE الاخرى ، وقد نجحت في ذلك بامتياز.
• أسلوب اللعب كان متنوعا دون تكرار يذكر مع افكار فريدة ،الاسلوب خلط ما بين البحث عن اغراض ، الاستكشاف ، تأدية المهام وحتى المطاردات الحماسية ، هذا التنوع يجعل كل لحظة غير متوقعة، ما يبقي اللاعب في حالة تأهب دائم .
• اللعبة كانت سهلة دون ألغاز معقدة ، ولا توجد اختبارات او تحديات حقيقية طوال فترة اللعب.

التوجه الفني و الاداء التقني

الجانب الرسومي كان ممتازا ، رسومات عالية وتفاصيل دقيقة وواقعية خاصة بالنسبة للعبة مستقلة ، وكان واضح الاهتمام الشديد بتصميم البيئة من انارة خافتة ومتباينة إلى اضافة التفاصيل في كل زاوية و واقعية الرسوميات ، وكما هو متوقع من مطوري السلسلة الذين يبهروننا بتصميم مميز للكيانات و الوحوش في كل مرة ، كان ايضا تصميم الوحش هياكومي مميزا ومرعبا.

في مرحلة معينة تنتقل اللعبة لأسلوب lowpoly لتحاكي فيه الاضطراب النفسي و الذكريات ، وهذا اسلوب اعتمده المطورون من قبل في نسخة LOW ، تصميم الشخصيات واقعي ومقبول كما ان حركتها كانت سلسلة ، لاحظت ذكاء المطورين في إخفاء فم الشخصيات سواء بكمامة او بعلبة بيتزا او جعل المكالمات صوتية فقط لتجنب تحريك فم الشخصيات وكسب الوقت والجهد بطريقة مبدعة وسلسة لا يمكن ملاحظتها من اغلب اللاعبين .

بالنسبة للأداء التقني اللعبة تشتغل بسلاسة ، كما تمكنك من تخفيض مستوى الرسومات لأنها قد تكون متطلبة نوعا ما ، التحكم بسيط مرن والتحميل كان سريعا وغير ملاحظ ، فقط واجهت خطأ (Glitch) تقني قبل الوصول للمصعد ما اضطرني لإعادة التشغيل من نقطة سابقة ، ورغم ان المشكلة لم تتكرر إلا ان الامر بحاجة للمعالجة في التحديثات القادمة.

التصميم الصوتي

من النقاط التي تميزت فيهم اللعبة هي الموسيقى والمؤثرات الصوتية ، الجو كان مزيجا بين الهدوء التام يقطعه أحيانا صوت اتصال او رنين جرس ، وموسيقى كانت مرعبة بحذ ذاتها تترك اللاعب على اعصابه دون الحاجة إلى عناصر اخرى ، كما اعتمدت اللعبة على مؤثرات صوتية غريبة اكملت اللوحة الفنية المرعبة بامتياز ، اداء اصوات الشخصيات كان متقنا أوصل مشاعرها بشكل واقعي.